Menu
in

مقابلة خاصة مع مدير إدارة المفرقعات ومعالجة المتفجرات بهيئة السلامة الوطنية، العقيد “علي الطاهر القاضي”

إصابة 5 من أفرادها، نتيجة انفجار لغم روسي زرعته ميليشيات حفتر في عين زارة أوقف عمل إدارة المفرقعات ومعالجة المتفجرات جزئياً، لكنه لن يوقفها كلياً

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة الرائد، يتساءل مدير الإدارة، العقيد “علي الطاهر القاضي” عن السبب وراء عدم توفير الإمكانيات لإدارته،  مبينا  أن ما تلقوه حتى الآن لم يتجاوز دعماً واحداً قدمته منظمة أممية.

فإلى نص الحوار…

برزت أعمال الإدارة خلال العدوان الذي شنه خليفة حفتر علي طرابلس، فماذا عن أبرز ما قمتم به؟

نحن متخصصون في التعامل مع مخلفات الحرب، بجميع أنواعها، وفي الحرب الأخيرة على العاصمة طرابلس، وجدنا أنفسنا نتعامل مع المفخخات، وقد عثرنا عليها في مناطق جنوب طرابلس قبل أن نتعامل مع المخلفات، وفيما بعد أصبحنا نعثر عليها يوميا.

مهمة إدارتنا كما أسلفت جمع المخلفات، ونقلها بطريقة صحيحة، وفق معايير دولية، وتخزينها؛ تمهيداً لإتلافها، والتخلص منها فيما بعد، في الساحات وميادين الرماية.

غالب عملنا في 2019 – 2020م كان في جنوب طرابلس، الذي شهد اشتباكات مسلحة، وقد كنا نتلقى البلاغات يوميا.

لو تحدثنا بالأرقام والبيانات عما جمعتموه من مخلفات الحرب على طرابلس، وأنواع القذائف التي انتشلتموها، وهل من بينها قذائف روسية الصنع؟

القذائف التي انتشلناها، هي قذائف دبابات، وقذائف مدفعية، وقذائف صاروخية، وقنابل يدوية “رمانات” لم نرها من قبل، وهي شديدة الانفجار.

إجمالي مخلفات الحرب التي جمعناها بلغ 40 طنا من جميع الأحجام، قمنا بالتخلص منها على ثلاث مرات، تخلصنا من 20 طنا في المرة الأولي، و15 طن في المرة الثانية، و5 أطنان في المرة الثالثة.

أغلب القذائف كانت روسية الصنع، وحتى الألغام، هي ألغام تقليدية فعلاً، لكن تم تحويرها، لكي تعمل كمفخخات ليزداد خطرها، وتُوقع بالعدد الأكبر من الضحايا.

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن حفتر استخدم قنابل عنقودية محرمة دوليا، هل عثرتم على أي منها أو أي نوع آخر من القذائف المحرمة دوليا؟

بالفعل، عثرنا على قنابل عنقودية محرم استخدامها دولياً، آخرها كان من 10 أيام تحديداً، قمنا بالتخلص منها في أحد مواقع الإتلاف، وهي ذات انفجار شديد.

هل عمل الهيئة خلال الفترة من أبريل من العام الماضي وحتى الآن استثنائي؟

كان استثنائيا بما كل تعنيه الكلمة من معنى، حيث وصل عدد البلاغات إلى أكثر من 50 بلاغا يومياً، وتجاوزها أحيانا، بعدما أعطت الحكومة الإذن للنازحين بالعودة لبيوتهم في جنوب طرابلس، لدرجة أصبحنا عاجزين عن الاستمرار في العمل؛ نظراً لكثرة البلاغات وخطورة البلاغ، خاصة وأن أغلبها بلاغات عن مفخخات، وهذا خارج اختصاصنا كإدارة حقيقة.

تعاملت إدارتنا حتى الآن مع قرابة 10 آلاف بلاغ، في الوقت الذين نخرج للتعامل مع بلاغ، نتلقى بلاغات أخرى، وأصبحت البلاغات مرتبطة ببعضها، يستوقفنا الأهالي، ويطالبوننا بانتشال مخلفات قذائف في محيط منازلهم وشوارعهم.

في الـ 13 من يونيو الماضي، أعلنتم عن توقفكم عن العمل، بعد يومين من إصابة 5 من أفراد الإدارة أثناء تعاملهم مع لغم روسي زرعته ميليشيات حفتر المهزومة في منطقة عين زارة، ما السبب؟

للأسف تأثرنا بإصابة زملائنا أثناء التعامل مع البلاغ الذي أشرت إليه، وفقد ساقي أحد أفراد الإدارة رائد “معز الدين الصغير” أثناء التعامل مع بلاغ.

ازدحام العمل غيّب تركيز فريق الادارة، وسبب إصابات بين أفراد الإدارة، نسأل الله السلامة لجميع أفراد الإدارة.

الهيئة متخصصة في انتشال مخلفات الحرب، هل عملكم بإزالة الالغام وإبطال مفعولها وانتشالها يعد خارج اختصاصاتكم، وماذا عما توفر لكم من معدات حماية؟

إدارتنا مهمتها التخلص من مخلفات الحروب، ونقلها بطريقة صحيحة وفق المعايير الدولية، وتخزينها في ظروف آمنة، وإتلافها، مهمتنا نحن باختصار، مخلفات الحرب فقط.

قبل عام 2011م كنا نعمل على التخلص من مخلفات الحرب العالمية، كانت موجودة في المنطقة الشرقية بكثرة، عندما دخلت هذه الحرب ، استخدمت فيها أسلحة حديثة، واكتسبنا الخبرة من تعاملنا معها على الأرض.

للأسف، لم نتحصل على فرص تدريب جديدة، وفيما يتعلق بالدعم للأسف نحن لم نتحصل على الدعم إلا مرة واحدة، قدمته لنا إحدى منظمات الأمم المتحدة.

ماذا عن مصير المخلفات التي جمعتموها وتجمعونها من مناطق جنوب طرابلس؟

مصيرها الإتلاف، من الرابع من أبريل وحتى يومنا هذا، نفذنا 5 أو 6 عمليات إتلاف في الهيرة وترهونة، آخرها كان قبل عدة أيام، أما القذائف التي تشكل خطراً ويستوجب تفجيرها في أماكنها، فعددها كبير.

ما صحة ما تردد بأنّ نزع الألغام ومخلفات الحرب يتم بجهود ذاتية، وأنكم لا تمتلكون إمكانات وآلات حديثة؟

صحيح، نحن لا يوجد لدينا أي إمكانيات، ونحن في هيئة السلامة الوطنية صراحة نشعر بالظلم، مقارنة ببقية الأجهزة الأمنية التي سخرت لها كافة الإمكانيات.

يصف البعض مخلفات الحرب بأنها “الإرث القاتل”، هل تتفق مع ذلك، ومتى يتوقع تطهير كامل جنوب طرابلس من تلك المخلفات؟

إرث قاتل بالفعل، فهي تبقى لعشرات السنين، إذا علمت أن مخلفات الحرب العالمية باقية حتي الآن، تطهير مناطق جنوب طرابلس، يحتاج إلى ما لا يقل عن عامين، إذا توفرت المعدات وتكاثفت الجهود.

ختاما، ماذا  يعيقكم؟ 

غياب الإمكانيات، وعدم تقديم الحافز للفرق الميدانية

يذكر أن ضحايا الألغام التي زرعتها ميليشيات حفتر ومرتزقة الفاغنر جنوب طرابلس، بلغ أكثر من 40 قتيلا، و71 جريحا.

أُترك رد

Exit mobile version