Menu
in

معاناة المهجرين مستمرة… كيف يضمنون حقهم في الانتخابات؟

تسببت الحروب المتوالية التي فرضها حفتر؛ لحججٍ واهية، بنزوح وتهجير المواطنين داخل البلاد، بالتزامن مع عددٍ من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي فرضها انهيار المرافق الخدمية للدولة، التي أشارت إليها الإحصائيات لنحو مليون ما بين نازح ومهجر.


حيث يعد مجموع النازحين والمهجرين كتلة انتخابية كبيرة لا يمكن حرمانها من حقها في اختيار من يحكم وكيف يحكم البلاد، لاسيما من يوقف معاناتهم، ويضمد جراحهم، ويضمن حقوقهم التي سُلبت منهم دون وجه حق.

عودة المهجرين والنازحين بأمان لمناطقهم، شرط أساسي لضمان انتخابات حرة وشرعية وممثلة، لا يمكن تحقيقه من غير مصالحة حقيقية وتوافق جدي ينهي الانقسام، وهي السبيل الوحيد لتمكينهم من العودة لمناطقهم بكرامة وأمان، وممارسة حقوقهم الانتخابية في رسم مستقبل بلادهم.


أعلنت رئيسة البعثة للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة “ستيفاني وليامز”، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، عبر الاتصال المرئي مع الصحفيين المعتمدين في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك، أن أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي توافقوا على إجراء الانتخابات الوطنية يوم 24 ديسمبر 2021 في ليبيا.

المُدن التي عرفت أكبر أعداد للنازحين

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في يونيو 2015، أنه بسبب الحرب ببنغازي بلغ عدد النازحين داخلياً في البلاد 434,000 شخص، وأن ربع النازحين داخلياً 105,000شخص، أي أن الكتلة الأكبر في مدينة بنغازي، منهم 83,697 عائلة نازحة.

وفي ذات السياق، أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في يونيو من عام 2018، أن أكثر من 2272 أسرة نزحت من درنة.

وفي سياق مُتصل، أفادت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في يونيو2020، بنزوح نحو 28 ألف شخص من مدينتي ترهونة وسرت في ليبيا؛ بسبب انهيار المرافق الخدمية والاجتماعية والاقتصادية فيهما.
وأعلن تقرير المنظمة الدولية لشؤون النازحين، في ديسمبر 2019، أن عدد النازحين؛ جراء العدوان على طرابلس بلغ 200 ألف، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

قضية النازحين والمهجرين

ارتبطت قضية النازحين والمهجرين بالتصحيح الذي تطالب به مفوضية الانتخابات لمنظومة الرقم الوطني؛ من أجل حصر القوائم القانونية للناخبين، والعنوان الذي يقيم فيه الناخب.
ومن جهته، أكد رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، في نوفمبر الجاري، أن أبرز التحديات التي تواجه المفوضية تتمثل في التمويل، والأمن، والرقم الوطني في الانتخابات.

تهيئة الظروف للانتخابات

قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، إن خارطة الطريق التي يناقشها المشاركون في ملتقى الحوار السياسي في تونس توضح الخطوات اللازمة لتوحيد المؤسسات، وبدء المصالحة لمعالجة القضايا، خاصة التي تهم النازحين والمهجرين.
وأكدت وليامز خلال مؤتمر صحفي عقدته، الأربعاء، أن خارطة تستند إلى قرار مجلس الأمن 2510 الذي يعتمد مخرجات برلين، الذي يدعو إلى إنشاء مجلس رئاسي وحكومة موحدة؛ لإنهاء الفترة الانتقالية.

برأيك، هل يطغى التعجيل بالانتخابات على أولوية توفير الظروف الأمنية والخدمية الملائمة لعودة النازحين والمهجرين، ومنها إتمام جميع التزامات ملف المصالحة، وتشكيل حكومة موحدة وقادرة على إنجاز المهمة؟

أُترك رد

كُتب بواسطة محمد الغرياني

Exit mobile version