ظهر دليل آخر على أن فيتامين «د» يمكن أن يحمي الناس من فيروس «كورونا» بعد أن وجدت دراسة أن نقص هذا الفيتامين كان أكثر شيوعاً بـ4 مرات بين المرضى في المستشفيات، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ورسم كثير من الأبحاث من جميع أنحاء العالم صورة واضحة؛ حيث إن المرضى المصابين الذين ليس لديهم ما يكفي من فيتامين «د»، من المرجح أن ينتهي بهم المطاف في المستشفى.
لكن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد ما إذا كان نقص المغذيات يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالمرض، أو ما إذا كان المرض يتسبب في انخفاض مستويات فيتامين «د» في الجسم.
واكتشف الخبراء الإسبان الآن مزيداً من الأدلة التي تشير إلى أن مكملات فيتامين «د» قد تكون مفيدة.
وفحص الخبراء في جامعة كانتابريا في سانتاندير 216 مريضاً بفيروس وباء «كوفيد19» في مستشفى «فالديسيلا» بالمدينة الإسبانية الشمالية.
وكان 82 في المائة يعانون من نقص فيتامين «د»، في حين أن 18 في المائة فقط كانت لديهم مستويات كافية منه؛ أي إن الفرق 4 أضعاف.
وتمت مقارنة ذلك بنسبة 47 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من نقص في مجموعة تحكم والذين لم يصابوا بالعدوى.
ونُقل 44 مريضاً من مرضى «كورونا» الذين يعانون من نقص الفيتامين إلى وحدة العناية المركزة؛ لأن مرضهم أصبح أسوأ، واحتاج 37 منهم إلى التنفس الصناعي. وتعافى المرضى الآخرون دون الحاجة إلى رعاية إضافية.
ويدعو الباحثون الإسبان الآن إلى علاج مرضى فيروس «كورونا» بمكملات فيتامين «د» وذلك «لأن هذا النهج قد تكون له آثار مفيدة»، وهناك القليل من الآثار الجانبية السلبية له.
واقترح آخرون أن علاج مرضى «كورونا» في المستشفيات بمكملات فيتامين «د» الرخيصة يعزز فرصهم في البقاء على قيد الحياة ويسرع الشفاء. لكن الافتقار إلى التجارب السريرية، المعيار الذهبي للبحث العلمي، جعل من المستحيل على العلماء أن يؤكدوا هذه النتائج.
والأدلة الدامغة التي تشير إلى فائدة فيتامين «د» جعلت الباحثين البريطانيين يقومون بخطوة للتأكد منها في وقت سابق من هذا الشهر. وأطلقت جامعة «كوين ماري» بلندن تجربة، حيث سيتناول 5 آلاف متطوع الفيتامين لمدة 6 أشهر لمعرفة ما إذا كان بإمكانه حماية الناس من الإصابة بالمرض.
وقال الدكتور خوسيه هيرنانديز، من جامعة سانتاندير: «يتمثل أحد الأساليب في تحديد وعلاج نقص فيتامين (د)، خصوصاً لدى الأفراد المعرضين لمخاطر عالية مثل كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة، وسكان دار رعاية المسنين، وهم المستهدَفون الرئيسيون لـ(كوفيد19)».
وتجب التوصية باستخدام علاج فيتامين «د» لدى مرضى «كوفيد19» الذين يعانون من نقص الفيتامين؛ لأن هذا النهج قد تكون له آثار مفيدة في كل من الجهاز العضلي الهيكلي والجهاز المناعي.
ونظرت دراسته بأثر رجعي إلى 216 مريضاً مصاباً بـ«كورونا» بالمستشفى في مارس (آذار) الماضي، عندما كانت إسبانيا بؤرة الفيروس في أوروبا.
وبحث العلماء في سجلات المستشفى لتحليل مستويات فيتامين «د» لدى المرضى، وقارنوها بمجموعة تحكم اختيرت عشوائياً من السكان.
ومن بين 216 مريضاً في المستشفى، عُثر على نقص فيتامين «د» لدى 82.2 في المائة من الحالات؛ مقارنة مع 47.2 في المائة من الأشخاص الأصحاء.
ويعدّ الخبراء أن مستوى 25 نانوغرام – مليلتر من فيتامين «د» أو أعلى صحي. ويعدّ أقل من 25 نانوغرام – مليلتر نسبة منخفضة، أما إذا كانت مستويات الفيتامين أقل من 20 نانوغرام – مليلتر، فذلك يعدّ نقصاً حاداً.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم كميات أقل من «فيتامين أشعة الشمس» هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وتشير الدراسة إلى وجود صلة عرضية بين نقص فيتامين «د»، الذي ينتجه الجسم عند تعرضه لأشعة الشمس، والمرض المعتدل إلى الشديد من فيروس كورونا.
المصدر- صحيفة الشرق الأوسط