Menu
in

الاتفاق على فتح الطرق والمعابر وخروج المرتزقة من الجنوب… هل يُنهي معاناة الجنوبيين قريبا؟

بعد الاتفاق في جنيف على وقف إطلاق النار وما تبعه من ترتيبات لإخلاء البلاد من المرتزقة الأجانب المنتشرين في جنوب ووسط البلاد بالتحديد.

يبرز تساؤل ملح عن إمكانية أن ينهي هذا الاتفاق معاناة المواطنين في الجنوب الليبي بعد إغلاق الخطوط الجوية والمطارات من قبل ميليشيات حفتر ما تسبب في تردي الأوضاع المعيشية هناك .

اتفاق جنيف

اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” في جنيف بين وفدي ميلشيات حفتر وحكومة الوفاق نص على الوقف الفوري لإطلاق النار الدائم في كامل التراب الليبي، وفتح وتأمين الطرق والمعابر البرية والجوية على كامل التراب الليبي.

كما نص الاتفاق في بنوده على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة، بإعادتها إلى معسكراتها بالتزامن مع خروج كافة المرتزقة من الأراضي الليبية، ما يعني سحب البوابات ونقاط الاستيقاف التي نشرها المرتزقة الروس والجنجويد في الطرق الجنوبية الكبرى، حيث أصبح توقيف الناس وتفتشيهم ومداهمة البيوت والأحياء السكنية سلوكا رائجا.

وفي ذات السياق فإن الأنظار تتجه إلى فتح مطار سبها الذي أغلقته ميليشيات حفتر، وواجه هذا العمل حالة رفض شعبي كبير؛ بسبب حرمانها من متطلبات اجتماعية واقتصادية ملحة.

إغلاق مطار سبها

فقد أعلنت شركة الخطوط الجوية الإفريقية في 30 سبتمبر الماضي تعليق رحلاتها من مطار معيتيقة إلى مطار سبها بعد أن منعت مليشيات حفتر هبوط إحدى طائرات الشركة بمطار سبها، بوضع سيارة مسلحة في مدرج الهبوط.

وأكد الناطق باسم ميلشيات حفتر أحمد المسماري اشتراطهم نزول الطائرات في مطار بنينا ببنغازي؛ للتفتيش من أجل عودة الرحلات بين مطاري سبها ومعيتيقة ما زاد معاناة المواطنين.

هذا المنع والإغلاق للخطوط الجوية وكذلك خطورة السفر عبر البر؛ بسبب تواجد المرتزقة الأجانب الذين جلبتهم ميليشيات حفتر تسبب في ازدياد عزلة الجنوب، وزاد من وطأة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والأمني الصعب الذي تعيشه المنطقة أصلا منذ فترة طويلة.

ثورة الفقراء

وخرجت في عدة مدن في الجنوب مظاهرات منددة بالوضع المعيشي والعجز الحكومي، مطالبة بتوفير الخدمات المتصلة بالحياة، من كهرباء ووقود وسيولة نقدية، وسط انتشار كبير لوباء كورونا في مدنه .

فقد خرج مئات من المواطنين منذ أغسطس الماضي في مدن سبها، ومرزق، وغات، وقرى وواحات أخرى، في وقفات احتجاجية باسم “ثورة الفقراء”؛ تنديدا بهذه الأوضاع المأساوية.

وحمل الحراك حفتر مسؤولية إغلاق مطار سبها الدولي المنفس الوحيد أمام أهل الجنوب، وعدم تأمينه، وغض النظر عن الانتهاكات والمهربين والمتاجرين بالوقود.

وأكد الحراك، في بيان له،، زيادة عدد المحطات التجارية للوقود، وحجم عمليات التهريب، وانتعاش السوق السوداء للمحروقات والوقود عقب تولي مليشيات حفتر مسؤولية ملف المحروقات والوقود، الذي أوقع على كاهل المواطن حجم المعاناة.

جائحة كورونا

وفي سياق متصل تتواصل معاناة الكوادر الطبية في المنطقة الجنوبية؛ بسبب نقص مستلزمات مواجهة كورونا ومشغلات الفحص والتحليل؛ بسبب قطع الطرق وغلق مطار سبها.

ومن جهته فقد كشف مدير مركز العزل الصحي في سبها محمد أبوخزام، في تصريح صحفي، أنهم يعملون بعدد 4 أجهزة تنفس اصطناعي فقط، مشيرا إلى تزايد الحالات المصابة بشكل مخيف، خاصة من كبار السن .

كما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أكثر من مرة توقف إجراء تحاليل كورنا في سبها ومدن الجنوب ؛ بسبب نفاد المشغلات، كما شكا مركز العزل سبها مؤخرا من تذبذب التيار الكهربائي على المركز، الذي قد يتسبب في كارثة في حال استمراره.

أُترك رد

كُتب بواسطة سالم محمد

Exit mobile version