بعد حل التنظيم داخل المدينة فور إعلان جماعة الإخوان المسلمين في مصراتة، التي من بينها المسؤول العام السابق والقيادي في الجماعة بالمدينة أحمد السوقي، الاستقالة وحل التنظيم بالمدينة، أجرت الرائد مقابلة صحفية مع السوقي؛ للوقوف أكثر على أسباب الاستقالة واختيار هذا التوقيت لإعلانها…
فإلى نص الحوار:
-قرار حل التنظيم في مصراتة جاء تغليبا للمصلحة الوطنية كما ذكرتم في البيان…
هل من توضيح لهذه النقطة؟
تغليب المصلحة الوطنية تعني أنه على الجميع أن يقدم مصلحة الوطن، وأن يراجع نفسه، وقد يحتاج إلى أن يرجع خطوات للخلف، ما يستدعي أن ننظر إلى “وطننا الجريح”، وأن نتحمل كامل المسؤولية اتجاهه، ونحن الآن في معرض إنقاذ وطن.
– لماذا تأخر إعلان حل الجماعة رغم أن المؤتمر العام الخاص بها، كما ذكرتم في البيان، انعقد واتخذ هذا المسار من 2015؟ سبب تأخر إعلان الاستقالة على الرغم من إقرار المراجعات منذ عام 2015، يعود لوجهين:
الوجه الأول:
أنه خلال الفترة الماضية، وخلال 6 سنوات حاولنا قدر الإمكان أن نجد قاعدة مشتركة بين الفرقاء داخل الجماعة، والاختلاف طبيعي داخل أي مؤسسة، لكن للأسف على الرغم من أن القرار كان واضحا في مسألة التغير والاسم والشعار والعمل السياسي، وبعض المسائل الأخرى، وكنا نتوقع أن يكون هذا القرار باكورة لقرارات أخرى قادمة، وحراكا يتعلق بالجماعة، ولكن للأسف هذا الموضوع أُجهض؛ لذلك وجدنا أنه لابد من القيام بهذه الخطوة.
الوجه الثاني:
أنه كان هناك خطوة مقبلين عليها منذ سنتين، ولكن الأحداث، وهجوم حفتر على طرابلس كان له دور في تأجيل إعلان الاستقالة، والخروج من الجماعة؛ نظرا لانشغالنا في صد العدوان.
وكانت هناك إرهاصات وجود حفتر في المشهد بدأت تظهر، ولو قمنا بالاستقالة في ذلك الوقت لتبين أنّا استقلنا لا بسبب المراجعات، بل في إطار انزعاجنا من حفتر؛ لذلك اخترنا هذا الوقت بعد أن حصل استقرار نسبي في المنطقة الغربية، وليبيا بشكل عام.
– لماذا يتم إعلان الاستقالة بانفراد فى المدن التي حلت فيها الجماعة، ولم نر حتى الآن بيانا جماعيا من قيادة الإخوان الرئيسية؟
أنا أستغرب من عدم إقدام بعض المدن على خطوة الاستقالة، وعن نفسي استقلت من قيادة الجماعة، ثم من مجلس الشورى؛ لذلك لم تكن لدي تفاصيل كثيرة في المدة الماضية؛ للانهماك في موضوع الحرب.
وللأسف لا أملك تصورا حقيقيا حول عدم خروج القيادة حتى في مسألة تبرير الاستقالة الجماعية بالزاوية، وأعتقد أن هناك مشكلة في تعاملها مع الحدث، واحتوائها المشهد التنظيمي العام في الجماعة، وأيضا الاستمرار في المماطلة في شأن موضوع إعلان التغيرات المرتقبة التي مضى عليها 6 سنوات معطلة؛ ولذلك فالمدن وجدت نفسها أمام خيارات صعبة حتّمت عليها شرعا وتنظيما وحتى أخلاقا إجراءات كما رأينا في الزاوية ومصراتة.
– هل تتوقع ظهور بيانات فى مدن أخرى تنتهج نهجكم؟ إن لم تتدارك القيادة الموقف، وتتعامل مع الحدث بمهنية، وتستجيب لهذه الإجراءات فأتوقع أن يكون هناك انحسار كبير جدا في مدن أخرى، بل حتى إن الأمر قد يُوصل جسد الجماعة للخطر، والحقيقة أن عدم تنفيذ المقرارات السابقة جعلت مسألة الثقة تتزعزع، وبالتالي أصبح الأعضاء في مواقف وزوايا صعبة جدا قد تجعلهم ينهجون نهج مصراتة والزاوية.