شهدث مناطق الجنوب الليبي، خلال الأشهر الماضية، موجات احتجاج واسعة في رد مباشر على سوء الأحوال المعيشية والأمنية التي سادت مناطقهم بعد سيطرة ميليشيات حفتر على أغلب مناطقها.
“ثورة الفقراء”
وبدأت هذه المظاهر بخروج تظاهرات نظمها شباب مدينة سبها، في أغسطس الماضي، في حراك أطلقوا عليه اسم “ثورة الفقراء”؛ نتيجة الحالة التي يعيشها ساكنو مناطق سبها خاصة والجنوب عامة.
المتظاهرون المنظمون للحراك جابوا شوارع المدينة في احتجاج علني على تردي الأوضاع المعيشية في مدن ومناطق الجنوب الواقعة تحت سيطرة مليشيات حفتر، ومن المفترض أن خدمات واحتياجات سكانها تقدمها لهم حكومة الثني، التي هي تحت إمرة حفتر.
كما شارك في المظاهرة كل المكونات والأطياف داخل المدينة، معبرين عن غضبهم من سوء المعيشة التي وصلت إليها مناطق فزان، وضد القمع والفساد الذي ترتكبه مليشيات حفتر في المدينة.
وقد أصدر المحتجون في مظاهرة “ثورة الفقراء” بياناً اتهموا فيه مباشرة حفتر وميليشياته بخنق المدينة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وسياسياً، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع وزيادة نسب الجريمة والفقر والحرابة.
كما تشهد مناطق الجنوب نقصاً حاداً في أهم محرك للحياة، وهو الوقود، الذي وصلت أسعاره لمستويات عالية، لم تصلها قبل أن تحتل ميلشيات حفتر مناطق الجنوب، الذي منع وصوله بسبب تردي الأوضاع الأمنية فيها، وبسبب منع وصوله وخوف سائقي شاحنات الوقود من الدخول لتلك المناطق.
ووصل الأمر بأن تقوم تلك الملشيات بالتحكم في توزيع كميات الوقود المحدودة التي تصل من مناطق شرق البلاد، وبالتحكم في محطات توزيع الوقود، وبتهريب الحصص المخصصة للمدينة من الوقود، حتى أصبح مفقودا في المحطات، وإذا وجد فبأسعار مرتفعة جداً.
إغلاق مطار سبها
ولمزيد من التضييق على أهالي الجنوب، قامت مليشيات حفتر بمنع هبوط أول رحلة مدنية لطائرة تابعة لشركة الخطوط الإفريقية في مطار مدينة سبها يوم 16 سبتمبر الجاري من مطار معيتيقة بطرابلس كانت تقل مدنيين، بعد إغلاق طويل للمطار؛ بسبب الظروف التي يمر بها الجنوب.
الحراك يتهم
وفي هذا السياق، نظم حراك “ثورة الفقراء” وقفات احتجاجية؛ تنديداً واستنكاراً لإغلاق مطار مدينة سبها، أمام الرحلة بعد استئناف العمل به، منتصف سبتمبر المنصرم، مطالبين بإعادة فتح المنفذ الجوي الوحيد في الجنوب، معتبرين أن من وراء قرار الإغلاق يريد المتاجرة بمعاناة الجنوب.
الخطوط الإفريقة تعلق رحلاتها
وعلقت شركة الخطوط الجوية، في الـ30 من سبتمبر الماضي، رحلاتها من معيتيقة إلى سبها بعد منع مليشيات حفتر،طائرة تقل 100 راكب مدني من الهبوط في مطار سبها.
شبكات تهريب الوقود
وفي سياق متصل بما سبق ظلت ميلشيات حفتر تقوم بتهريب الوقود المخصص لمدينة سبها ومناطق الجنوب؛ نتيجة سيطرتها على المدينة وعلى مناطق الجنوب، على شكل شبكات متعددة تحت قيادة قادة من مليشيات حفتر.
وأكدت هذه الوقائع تسريبات سابقة من قادة في ميليشيات حفتر بسبها تؤكد أن شبكة تهريب الوقود المخصص لسبها تمتد لمستودع رأس المنقار في بنغازي.