وقف لإطلاق النار واستئناف إنتاج النفط وتصديره، والشروع في تسوية سياسية وفق مخرجات مؤتمر برلين، هذا هو مضمون بياني رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح الصادر اليوم.
خطة أمريكية
الكاتب الصحفي عبد الله الكبير قال بأن بياني السراج وعقيلة هما تنفيذ للجزء الأول والأساسي من الخطة الأمريكية بوقف الحرب مع منطقة منزوعة السلاح وعودة ضخ النفط يتبعها الشروع في مفاوضات سياسية لم تتضح معالمها بعد.
وأكد الكبير في تصريح للرائد على أن المهم هو أن يتحرك الشعب الليبي مطالبا بقاعدة دستورية أو استفتاء على مسودة الدستور ثم إجراء انتخابات جديدة.
حراك دولي
من جانبه وصف الكاتب محمد غميم هذه البيانات بـ المُفرِحة قائلا أنها متطابقة في الصيغة والمضمون وتؤكد على وقف الاقتتال وإنهاء الحرب بين الأخوة .
وأوضح غميم في تصريح للرائد أن هذا التطابق والتوافق هو فيما يبدو نتاج للحراك الدولي الذي انطلق بعد هزيمة حفتر العسكرية على أسوار العاصمة وأن المساعي الدولية قد أثمرت ووصلت لمرحلة متقدمة في معالجة الأزمة الليبية مضيفا أن التسوية الدولية شبه جاهزة بإشراف مباشر من واشنطن.
وتساءل غميم عن سبب عدم ذكر حفتر في كلا البيانين قائلا “من الغريب المُفرِح أنه لا أحد تكلم على حفتر .. فهل فعلا انتهى دوره؟ أم سيبقي في دكّة الاحتياط؟ أم إنه سيمثل أمام المحاكم الأمريكية بصفته مواطن امريكي متهم بجرائم ضد الانسانية؟
تصدى للتمدد الروسي
المحل السياسي عبد المجيد عويتي اعتقد بأن الرغبات الدولية هي من عجلت بهذه البيانات مضيفا بأن الحراك الدبلوماسي الأمريكي الاخير هو من يقف وراء هذا الحراك الداخلي الذي أفضى أيضاً لفتح الموانئ النفطية.
وأشار عويتي في تصريح للرائد الى أن كل هذا النشاط الأميركي هو لقطع الطريق أمام التمدد الروسي في جنوب المتوسط ومنعاً لأي تطور عسكري قد يفضي بتوترات تضر بالأمن القومي الأمريكي والاوروبي.
وساطة ألمانية
المحلل السياسي السنوسي إسماعيل قال إن هذين البيانين هي نتاج وساطة ألمانية مدعومة أمريكيا وبريطانيا وتفاهمات روسية تركية واتصالات عربية أفريقية كلها أنتجت التوصل لقرار وقف إطلاق النار.
وأضاف إسماعيل في تصريح للرائد أن ذلك يرجع لأن جميع الأطراف أدركت أن الحرب في سرت والجفرة لن تكون سهلة بل هي نزاع طويل الأمد تكتنفه مخاطره كبيرة جدا ونطاقه قابل للاتساع ليشمل كامل حوض البحر الأبيض المتوسط.