رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج تناول مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والوفد المرافق له، الذي يضم سفير ألمانيا لدى ليبيا مستجدات الأوضاع في ليبيا، والجهود الألمانية لحل الأزمة الليبية، مرحبا بدور ألمانيا والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومساعيها لتحقيق السلام في ليبيا من خلال مؤتمر برلين، والتواصل المستمر مع مختلف الأطراف بحثا عن مخرج للأزمة.
من جانبه أكد “ماس” خلال زيارته لطرابلس أن بلاده تسعى لدفع مسار التسوية في ليبيا في إطار مخرجات مؤتمر برلين، وأن البداية تكون بوقف إطلاق نار دائم، مقترحا بأن تكون مناطق سرت والجفرة منزوعة السلاح. كما تطرق إلى موضوع رفع الإغلاق عن المواقع النفطية
السراج أوضح أن حكومة الوفاق كانت أول الملتزمين بمسار برلين والموافقة على وقف إطلاق النار، مشيرا إلى استمرار تحشيد القوات وتزايد أعداد مرتزقة “فاغنر” وعلى عمليه “إيريني” الأوروبية لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا التي لم توقف الجسر الجوي لنقل الأسلحة والعتاد والمرتزقة للطرف الآخر.
الموقف الألماني
الكاتب المصري علاء فاروق لوّح بأنها محاولة لإحياء الدور الألماني في الملف الليبي وخاصة مخرجات مؤتمر برلين الأخير، والتأكيد على أهمية الحل السياسي تماشيا مع الموقف الدولي العام الآن، لافتا أن الزيارة أكدت موافقة ضمنية من قبل ألمانيا على المقترح الأميركي حول منطقة منزوعة السلاح في سرت والجفرة، وهو ما أثار غضب حفتر ومتحدثة الذي انتقد الموقف الألماني، واعتبره جاء تحت ضغط حسب زعمه..
فاروق أوضح في تصريح للرائد أن الزيارة أتت برسالة من تأكيدات المسؤول الألماني على أن المستقبل السياسي في ليبيا هو للأشخاص المنخرطين في العملية السياسية الآن، وهي رسالة ضمنية للطرف المتعنت وهو “حفتر” بأن رهانه على حسم عسكري انتهى، وليس أمامه إلا الانخراط في التوجه الدولي لحل سلمي وفقط، مشيرا إلى أن حراك برلين ومن قبله واشنطن وأنقرة ستنتج عنه دفعة لتحريك المشهد المتجمد في سرت والموانئ النفطية.
الدبلوماسية الألمانية
الكاتب محمد غميم قال، إن الزيارة تأتي في سياق سعي ألمانيا إلى إعادة الحديث حول مخرجات مؤتمر برلين خوفا من أن يحسب فشل تنفيذ مخرجات المؤتمر على الدبلوماسية الألمانية، لافتا أن ألمانيا تؤكد على وقوفها إلى جانب حكومة الوفاق خاصة في ظل الموقف الأوروبي المتأرجح.
وأضاف غميم في تصريح للرائد أن ألمانيا تحاول ملء الفراغ الذي تركته الدبلوماسية الأوروبية خاصة في ظل الصراع بين إيطاليا وفرنسا مع الأخذ في الاعتبار استياء حكومة الوفاق من مواقف فرنسا ودعمها لحفتر في عدوانه على طرابلس.
غميم أشار إلى أن الزيارة تهدف لزيادة الضغط في اتجاه الحل السياسي القائم على المقاربة الأمريكية التي ترتكز على (إخراج المرتزقة من سرت والجفرة، استئناف تصدير النفط عن طريق مؤسسة النفط الشرعية، بدء الحوار السياسي للوصول إلى تسوية).
إحياء مخرجات برلين
الكاتب علي أبوزيد لمحّ إلى أن وزير خارجية ألمانيا يحاول إبقاء الاتحاد الأوروبي كطرف فاعل في الملف الليبي من خلال دعم المقترح الأمريكي الذي يدعو إلى جعل منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، والتمهيد بعد ذلك لمحاولة إحياء مخرجات برلين.
ابوزيد أشار في تصريح للرائد إلى أن الامر أصبح صعباً بعد الدور الروسي المتزايد، والموقف الفرنسي الرافض لأي تعاون مع تركيا والمتواطئ مع روسيا، لافتا إلى أن ما يمكن تأكيده هو أن المجتمع الدولي بات على قناعة بضرورة نجاح الحل السياسي الذي أصبح أصعب من ذي قبل.