Menu
in

تصريحات “ماكرون” تنصل من حفتر أم إعادة تموضع في الأزمة الليبية؟

بعد إفشال مشروع حفتر في السيطرة على العاصمة طرابلس، ودحر قواته، وبعد حرب استمرت أكثر من عام بدأت الدول الداعمة لحفتر في التنصل منه تزامنا مع انكشاف جرائم ميليشياته، والاتجاه لتحقيق دولي؛ لمعاقبة مرتكبي هذه المجازر.

فرنسا التي تعد من أكبر داعمي حفتر ومشروعه منذ انطلاقه في المنطقة الشرقية قدمت له دعما لا محدود، من جنود وأسلحة، ودعم مخابراتي وسياسي، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خرج أمس مصرحا أن فرنسا لم تدعم هجوم حفتر على طرابلس، وأيضا تطرق للحديث عن مرتزقة “الفاغنر” الروس الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات حفتر، ويعتبرون القوة الرئيسة له الآن.

فرنسا التي اتهمت تركيا بلعب دور خطر في ليبيا، التي اعتبرت سابقا أن حلف النيتو في حالة موت سريري لا زالت تمارس سياسة النفاق في ليبيا، فهي من جهة تعترف بحكومة الوفاق كممثل شرعي ووحيد لليبيا، ومن جهة أخرى توفر الدعم لحفتر، الذي يخوض حربا لإسقاط الشرعية.

    لكن ما سبب تصريح ماكرون في هذا التوقيت تحديدا؟

تصريحات متأخر ة

وزير الخارجية محمد سيالة قال، إن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاءت متأخرة جدا، ولو كانت منذ بداية العدوان لكان لها صدى على أرض الواقع.

وأعرب سيالة، في تصريح، عن أمانيه بأن كانت تصريحات الرئيس برفض عدوان حفتر على طرابلس جاءت قبل 14 شهرا.

تبدد حلم

وقال المحلل السياسي فرج دردور، إن عدم قدرة حفتر على حكم ليبيا بالقوة بدد حلم فرنسا في المكاسب التي كانت ستتحقق من خلال سيطرة حفتر، وبالتالي لم يعد مهما حفتر لها.

وأكد دردور، في تصريح للرائد، أن تصريحات ماكرون تعد تنصلا من جرائم حفتر بعد أن أعلنت محكمة الجنايات الدولية عزمها فتح تحقيق في جرائمه، وخصوصا ضحايا الغارة الجوية على مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، الذي تبين وفق تقرير أخفته البعثة أن فرنسا مسؤولة عن هذه الجريمة، وفق قوله.

خروج من المشهد

وفي سياق متصل قال المحلل السياسي عبدالله الكبير، إن ماكرون ينأى بنفسه عن حفتر لما أدرك أن خروجه من المشهد بات حتميا. وكذلك بسبب مواجهته على مستوى الاتحاد الأوروبي بأن فرنسا تتحمل بعض المسؤولية عن تفاقم الأزمة الليبية.

وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن هناك عاملا آخر يتعلق بجرائم الحرب وتكليف لجنة تحقيق دولية قد تضع فرنسا في قفص الاتهام؛ بسبب دعمها السابق لمرتكبي هذه الجرائم، ولديها سابقة في ذلك في الحرب الأهلية برواندا.

وختم الكبير بأن ماكرون يحاول الاستدارة في الأزمة الليبية وفقا للبوصلة الأمريكية والأوروبية، وسوف نتأكد من جدية التغير في الموقف الفرنسي إذا طورت فرنسا علاقتها مع حكومة الوفاق.

فهل فعلا ستتخلى فرنسا عن حفتر بعد كل هذا الدعم أم أنها تعيد ترتيب حساباتها بالتقارب مع روسيا وتُبقي حفتر في المشهد السياسي إلى أن يتم الخلاص منه تدريجيا؟

أُترك رد

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

Exit mobile version