in

تغير موازين القوى وانهيار قوات حفتر يحرك الجمود السياسي بين حكومة الوفاق والحكومة الروسية

عقب دحر ميلشيات حفتر من محاور جنوب العاصمة والقوة الضاربة التي أظهرها الجيش الليبي في صد هذا العدوان المدعوم من دول الإمارات ومصر والأردن وفرنسا وروسيا بدأت هده الدول في التنصل من حفتر شيئا فشيئا الموقف الروسي المعلن كان دائما يدعو للحل السياسي للأزمة الليبية والالتزام بقرارات مجلس الأمن برعاية الأمم المتحدة إلا أن مرتزقة “الفاغنر” الذين تبرأ منهم بوتين في العلن، مع أنهم رأس الحربة التي شن بها حفتر عدوانه على طرابلس، ووصل عددهم وقف التقارير الأممية لأكثر من 1500 مرتزق .

إلا أن صمود الجيش الليبي، وإدخال الوفاق للحليف التركي غيّر المعادلة العسكرية، وأجبر جل مرتزقة “الفاغنر” على الانسحاب من جنوب طرابلس نحو الجفرة وغيرها من المواقع . وبعد تأكدها من فشل حفتر العسكري، بدأت الحكومة الروسية في اتصالات كثيفة مع حكومة الوفاق؛ من أجل ضمان مصالحها في ليبيا، وأول هذه الخطوات تجديد اتفاقية اقتصادية بين روسيا وليبيا.

حيث وصل الأربعاء موسكو وفد من حكومة الوفاق برئاسة وزير الخارجية محمد سيالة ليعلن رسميا صفحة جديدة مع روسيا أحد أبرز الدول الداعمة لحفتر.

مصدر مقرب من الخارجية الروسية أكد للرائد أن بلادهم ترغب في تمديد الاتفاقية الاقتصادية الليبية الروسية الموقعة في 17 أبريل 2008، مضيفا أن رئيس شركة “الفاغنر” طلب من الخارجية الروسية لقاء وفد الوفاق الذي وصل للعاصمة الروسية.

ويرى مراقبون أن روسيا تريد أن تعزز علاقاتها مع دول البحر المتوسط العربية ككيان أقليمي قريب من حدودها الجنوبية، وتسعى لتأمين حدودها الجنوبية، ومنع أي تهديدات تؤثر سلبا على أمنها القومي، كما أن تقديرات الأمن القومي الروسي ترى أن أنسب رد على التهديدات الأمنية في خاصرتها الجنوبية والتي يتمدد فيها الناتو هو إقامة قواعد عسكرية بحرية في سوريا وليبيا، فضلا عن تأمين مصالحها الاقتصادية في شرق المتوسط الذي يزخر بالثروات الضخمة.

وبالتالي فروسيا لن تراهن على حفتر وهو يتراجع عسكريا في تأمين هذه المصالح العسكرية والأمنية والاقتصادية، ويمكن أن تكون حكومة الوفاق بديلا سياسيا محتملا إذا استطاعت الأخيرة أن ترتب هذه المعادلة بالتنسيق مع الأمريكان والأتراك .

واعتبر بعض المراقبين أن المصالح الروسية حاليا تختلف عن مصالح الاتحاد السوفياتي سابقا فهي تهدف الآن لنقل الخطوط الدفاعية من حدودها إلى مناطق أبعد، بمعنى توسيع قوس الهيمنة الروسية جنوبا، وإلى الشرق الأوسط بالتحديد، والاستفادة من التخبط والتراجع الغربي والتنسيق مع الصين في ذلك.

فهل سقطت ورقة حفتر نهائيا أم أنها مجرد مناورات سياسية، وإعادة تموضع خاصة بعد بيان النيتو الأخير والضغط الأمريكي الذي كشف الدور الروسي في ليبيا؟

مركز الألغام يحذر المواطنين من العودة إلى منازلهم قبل تأمينها من المفخخات

الشويهدي: عقيلة مثل حفتر فهو من شرعن العدوان ولن نقبل بهما في أي مفاوضات