in

تحرك أمريكي لمنع روسيا من التمدد في ليبيا

بعد رصد مقاتلات روسية في ليبيا وظهور أعداد كبيرة من مرتزقة الفاغنر في مدينة بني وليد، ومحاولات نقله إلى وجهات غير معلومة بدأ الأمريكان في التحركات والتصريحات حولهم وأكدوا رفضهم لهذا التحرك الروسي.

نفوذ وحسابات خاصة

الكاتب والمحلل السياسي محمد غميم قال إن الأمريكان دائما ما كانوا يتحسسون من الوجود الروسي في مناطق ذات نفوذ لهم، خاصة وأن الروس لديهم أطماع في ليبيا ومعادلة مع النظام السابق وحسابات خاصة.

إن الكل يعلم أنه قبل الأحداث قٌبض على خلية تجسس لجواسيس روس يتعاونون مع بعض الشخصيات الليبية، ومنها توالى الظهور العلني لحفتر مع بعض الأطراف الروسية سواء في وزارة الدفاع أو الكرملين أو المقربين من بوتن ورغم هذه الأحداث لم يتحرك الأمريكان، ولم نر أي ردود أفعال عملية، بل تصريحات خفيفة.

وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أن هناك تخوفا من الأمريكان أن تكون هناك تسوية بين الروس والأتراك يخرج بها الروس بحصة واضحة والأتراك كذلك وتحفظ بها الشرعية لحكومة الوفاق مع استمرار ثقل لروسيا في المعادلة الليبية على حساب تأخر الدور الأوروبي وفشله في إدارة الأزمة الليبية وتأخر الفاعلين الأمريكيين على الساحة الليبية وهم الآن في صدد ملاحقة الزمن.

واعتقد غميم أن تحركات الأمريكان الآن هو إعادة حسابات تجاه التعامل مع الملف الليبي مع الحماس الذي أعطاه لهم التواجد الروسي وعلى حسابهم في الأراضي الليبية وشمال أفريقيا وسيكون هناك تصعيد إما عن طريق أجهزة الدولة او الحكومة سواء من البيت الأبيض أو وزارة الدفاع.

زخم متصاعد

من جانبه يرى الكاتب الصحفي علي أبوزيد أن الموقف الأمريكي بدأ يأخذ زخما متصاعدا ضد الوجود الروسي في ليبيا وتصريحات الخارجية الأمريكية تؤكد على وجود مؤشرات لتجاوز حفتر.

واوضح أبوزيد، في تصريح للرائد، أن الخارجية الأمريكية ذكرت أنها ستعمل على حل سياسي مع حكومة الوفاق والأطراف التي تريد ذلك في إشارة إلى أن حفتر لا يريد، مشيرا إلى أن المواقف الأمريكي لم يصل بعد إلى الدرجة المؤثرة بشكل فارق في المشهد، وربما يحتاج إلى تعاطي المجلس الرئاسي مع الموقف الأمريكي بما يحفّزه بدرجة أكبر.

المصالح الاستراتيجية

في حين أكد الكاتب والمحلل السياسي فرج دردور إن الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة تراقب التواجد الروسي في ليبيا عن كثب ولربما تصمت عن بعض التحركات التي لا تراها تضر بمصالحها الاستراتيجية.

وأوضح دردور، في تصريح للرائد، أنه الآن أصبح واضحا أن روسيا تدخل بقوة خصوصا أن أعداد الفاغنر بالآلاف وطيران روسي مموه بطلاء وطائرات مقاتلة عددها فاق 14 مقاتلة بأجيال حديثة، فتبين للأمريكان أن روسيا تريد أن تضع موطئ قدم لها في ليبيا يضر بمصالحها ويشكل تهديدا مباشرا لحلف الناتو وجنوب أوروبا.

وبيّن دردور، أن تصريحات الأمريكان بالأمس هي رسالة تحذير بعدم قبولهم بهذا التدخل السافر على الرغم من قبولها ببعض التدخلات والتوازنات، معتقدا أن أمريكا لن تتدخل بشكل مباشر، ولكن ستقدم الدعم لتركيا سواء أكان لوجستيا أو استخباراتيا أو بعض المعدات لتساعد حكومة الوفاق في دحر العدوان.

مراقبون: بيان “الأفريكوم” حول التدخل الروسي “له ما بعده”

واشنطن تفضح التدخل الروسي وتؤكد دعم الوفاق والحل السياسي