in

بعد فرار الفاغنر…بيوت المواطنين جنوب العاصمة تتحول إلى قنابل موقوتة

أكثر من خمسة أطنان هي حصيلة مخلفات الحرب من القذائف والصواريخ التي أطلقتها ميليشيات حفتر خلال عام من العدوان على العاصمة طرابلس.

فبعد تقهقهر مليشياته ومرتزقة على أسوار العاصمة فروا هاربين من نيران قوات الجيش الليبي التي تقدمت في عدة محاور بعد تحرير قاعدة الوطية والفرار الجماعي لمرتزقة الفاغنر الروس من مطار بني وليد.

فعلى نهج تنظيم الدولة فخخت وزرعت مليشيات حفتر ومرتزقته بيوت المواطنين بمحيط جنوب العاصمة.

حصدت الألغام المزروعة أول المواطنين زكريا جمل في 22 من مايو الجاري، إثر عودته لمنزله، ولقى محمد دليح حتفه، 25 من مايو الجاري، وأصيب أخوه محمود الدليح بنفس اللغم، وفقد على إثره عينه مع شظايا بكامل الجسم أثناء تفكيكهما للغم بأحد المنازل، وانفجار لغم في منزل سمير إسماعيل النفاتي، ووجدي إسماعيل النفاتي هذا الصباح في مشروع الهضبة لترتفع حصيلة القتلى إلى 4 جراء انفجار الألغام المزروعة.

إدانة أممية

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعربت عن قلقها من انفجار عبوات ناسفة مبتكرة (IED) وضعت في منازل سكان عين زارة وصلاح الدين أو بالقرب منها.

وأدانت البعثة، في بيان لها الثلاثاء، هذه الأعمال؛ الذي لا يخدم أي هدف عسكري، وتثير الخوف الشديد بين السكان، وتنتهك حقوق المدنيين الأبرياء الذين يجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.

حظر شامل للألغام المضادة للافراد

فرضت اتفاقية “أوتاوا” حظرا كاملا وشاملا على الألغام المضادة والموجهه للأفراد من استعمال وتخزين وإنتاج وتطوير ونقل الألغام, والقاضية بتدمير هذه الألغام, سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض.

وشددت المعاهدة التي وقعت عليها 123 دولة، وعارضتها دول أخرى بينها روسيا، علي محاكمة ومعاقبة الأشخاص المشاركين في أنشطة تحظرها الاتفاقية، وتقديم تقارير سنوية إلى الأمين العام للأمم المتحدة, تعرض الخطوات التي اتبعتها الدولة، لتنفيذ الاتفاقية.

وقالت الاتفاقية بأن الألغام لا تميز بين المدنيين والعسكرين، وإن الجروح التي تسببها الألغام الموجهة للأفراد صعبة, ويعتبر الجراحون إصابات الحروب من بين أصعب الإصابات التي يعالجونها.

عرقلة عودة آلاف من النازحين لمنازلهم

أكدت منظمة رصد الجرائم الليبية عمليات تفخيخ منازل وممتلكات المواطنين التي قامت بها مليشيات حفتر في المناطق التي انسحبت منها بجنوب عاصمة طرابلس، منوهةً بأن هذا من شأنه عرقلة عودة آلاف المدنيين النازحين إلى منازلهم وتعريض حياتهم للخطر.

واعتبرت المنظمة هذه الجرائم انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، وتندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، محملةً حفتر المسؤولية الكاملة عنها.

عدم التسرع والعودة

من جانبه دعت وزارة الداخلية المواطنين القاطنين في الأماكن التي انسحبت مليشيات حفتر منها جنوب طرابلس إلى عدم التسرع والعودة لمنازلهم ما قد يعرض حياتهم للخطر؛ لوجود ألغام زرعتها هذه المليشيات.

وأكدت الوزارة، في بيان لها، تشكيل فريق عمل مختص من ضباط وضباط الصف وأفراد تابعين لجهاز المباحث الجنائية، للتخلص من مخلفات الحرب والألغام التي زرعتها ميليشيات حفتر في المناطق السكانية بمعدات وتقنيات حديثة، مع استخدام “كلاب الأثر” المدربة للعثور على المتفجرات.

ورحبت وزارة الداخلية بتعاون أي منظمات دولية أو محلية مختصة بمكافحة هذا النشاط المخالف للقانون الدولي.

“لافروف” لعقلية صالح: لا حل عسكري للأزمة الليبية وندعو لتكثيف المفاوضات لحل سياسي

“بوريل”: “إيريني” تواجه صعوبات في التمويل، ولن تحقق وقفا كاملا لتدفق السلاح لليبيا