عقب خسارة حفتر لقاعدة الوطية الجوية العسكرية على أيدي قوات الجيش الليبي، وطرد مليشياته منها في أهم وأبرز مواقعه العسكرية التي اتخذتها مليشيات حفتر والدول الداعمة له كغرفة عمليات رئيسية بعد تحرير غريان في يونيو 2019.
قاعدة الوطية أو قاعدة عقبة بن نافع الجوية تتربع على مساحة خمسين كيلومتر مربع، ذات أكبر بنية تحتية عسكرية، وتتسع القاعدة لسبعة آلاف عسكري، نفذ منها طيران حفتر عشرات الغارات الجوية على عدة مدن ومناطق، منها طرابلس والزاوية و جنزور و تاجوراء.
المتحدث باسم مليشيات حفتر خرج بعد مرور أكثر من 15 ساعة من سيطرة الجيش على القاعدة في مؤتمر صحفي الساعة الرابعة فجرا متلعتما بحديثة ليبرر الهزيمة، ويبرر تأخر المؤتمر لأسباب تعبوية. المسماري واصل كذبه وتزييفه للحقائق بدون عرض صورة أو حتى خريطة ليوضح لمناصريه سبب الهزيمة، مواصلا تزييفه بأن الانسحاب من الوطية كان يُعدّ له منذ أشهر، وهو انسحاب تكتيكي.
وحاول المسماري تخفيف الصدمة أمامهم خلال الأيام القادمة، فأبلغهم بالانسحاب من محاور جنوب طرابلس في المفاجآت ليعلن ما أسماه إعادة تموضع قواتهم خائفا من انهيارهم ومصارحتهم بالانسحاب الكامل.
وعلى الرغم من تأكيده مرات عدة خلال مؤتمراته السابقة على أهمية قاعدة الوطية عسكريا إلا أن ذلك الحديث حاول نفيه بعدم أهميتها عسكرياً واستراتيجياً بعد خسارتها مع أن قنواتهم المدعومة بدأت بنشر الأخبار الكاذبة بقصفهم لقاعدة الوطية، وإلحاق ضرر كبير بقوات الجيش، وسقوط مايزيد عن 20 فردا من صواريخ طيرانهم.
آمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي قال، إن قاعدة الوطية الجوية كانت مصدرا للفتنة والتخريب، لأنها تستخدم مكانا لتجميع العصابات المسلحة من مختلف الجهات والمدن.
الجويلي أضاف، في تصريحات صحفية، أن تحرير القاعدة أثبت فشل منطق ميليشيا خليفة حفتر، مشيرا إلى أن كل مدن ومناطق الغرب الليبي تابعة لحكومة الوفاق رغم أن الشرعية لا ترتكز على السيطرة على المناطق، بل الشرعية هي الشرعية المعترف بها دوليا والمقتنع بها غالبية الشعب، وفق قوله.
تفادي الهزيمة
الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أوضح أن تصريح المسماري يعكس تصدع معسكر حفتر و بدء انهياره وإعلانه جاء لتفادي هزيمة أخرى في محاور طرابلس بشكل موارب عن سحب هذه القوات باستخدام عبارة مخففة وهي إعادة التمركز.
الكبير، أشار في تصريح للرائد، ان الارتباك كان واضحا على المسماري إذ كان يتلعثم باحثا عن المفردات الأخف وطأة على أنصاره المصدومين من الهزيمة في قاعدة الوطية.
الكبير ذكر أن من أسباب صدمة أنصار حفتر هو يقينهم بالنصر في معركة طرابلس، وهذا راجع لقلة الوعي وعدم تقدير قوات ثورة فبراير بقدرها الحقيقي.
محاولات فاشلة
الكاتب علي أبوزيد قال، إن تصريحات المسماري يمكن وصفها بالمحاولات الفاشلة لإخفاء الهزيمة المفضوحة، والتقليل من حجم الخسارة الفادحة عن طريق هذه التصريحات الزائفة.
أبوزيد أشار، في تصريح للرائد، أن المسماري بالرغم من محاولاته يتوقع حدوث انهيار في مليشيات حفتر جنوب طرابلس لذلك تحدث عن انسحابات وإعادة تموضع استباقاً لأي تراجع قد يحدث لهذه المليشيات.
بعد تحرير مدن الساحل الغربي بدون إحداث أي دمار أو ارتكاب مجازر بحق المدنيين كما يفعل حفتر، وتحرير الوطيه… الجيش الليبي يؤكد مواصلته تحرير باقي المناطق والمدن الليبية.