مرت العاصمة طرابلس، أمس، بيوماعصيب قد يكون هو الأصعب منذ بدء العدوان، عندما أطلقت فيه ميليشيات حفتر أكثر من 100 صاروخ على مطار معيتيقة الدولي المدني، ومنطقة باب بن غشير، وحصدت هذه الصواريخ العمياء أرواح أكثر من 6 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وأصابت آخرين، وسببت خسائر في طائرات شركات الخطوط الليبية، ودمرت قسم هيئة السلامة الوطنية بالمطار، والممتلكات العامة للمواطنين.
على إثر هذا القصف الشنيع أصدر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بيانا يقول فيه، إن الأعمال الجنونية لمجرم الحرب الإرهابي خليفة حفتر هذه الأيام، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين هي دليل ضعف ويأس بعد الهزائم المتتالية له، وتعد مؤشرا على نهاية مشروعة الدموي، منددا بالتنديدات الخجولة التي تصدر عن المجتمع الدولي.
وعقب التصعيد الخطير الذي قامت به الميليشيات المعتدية صدر بيان مطالبة من الأعلى للدولة للرئاسي بتوسيع تحالفاته مع الدول الخارجية الحالية لحماية المدنيين مما ترتكبه ميليشيات حفتر من جرائم في حقهم فهل يمكن للرئاسي فعل ذلك وما المانع منه؟
موقف الحياد
الكاتب والمحلل السياسي فرج دردور، قال، إن سبب تأخر المجلس الرئاسي في توسيع تحالفاته مع الدول لحماية المدنيين، أنه لا يعمل بشكل مؤسساتي، وأن المؤسسات التابعة له تقف موقف الحياد، أو هي تتناغم مع مشروع الكرامة.
وأضاف دردور، في تصريح للرائد، أن ما وصفها بـ “الدولة العميقة” هي من تسيطر على مقاليد الأمور في طرابلس، فنلاحظ ضعفا في أداء الرئاسي ونراه لا يوظف الزخم الكبير العالمي الذي يدين هجوم حفتر الأخير على طرابلس، وفق قوله.
واعتبر دردور، أن الرئاسي جسم ضعيف وغير قادر على فعل شيء، ولا يستطيع حتى تجديد نفسه، ومد هذا الجسم بدماء جديدة سواء من مستشارين أو من وزراء، مفيدا بقوله “على سبيل المثال وزارة العدل وهي تعمل بشكل مطلق مع حفتر، والدليل أنها لم تقدم أي تقارير لمحكمة الجنايات الدولية على الجرائم التي قام بها حفتر”، بحسب دردور.
الافتقار للاستراتيجية
ومن جانبه رأى الكاتب الصحفي علي أبوزيد أن المجلس الرئاسي يفتقر إلى استراتيجية واضحة في سياسته الخارجية يستطيع من خلالها صياغة رؤية تجعل الأطراف الدولية مطمئنة إلى التحالف معه بما يضمن مصالحها في البلاد.
وأضاف أبوزيد في تصريح للرائد، أن فشل الرئاسي داخليا وسوء أدائه فيما يتعلق بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد يجعل أغلب الدول تتعامل معه بحذر، ولا تراهن عليه وحده.
التعامل مع العدوان
ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي عبد الله الكبير كلام زملائه في التقرير أن الرئاسي لا يملك استراتيجية واضحة للتعامل مع العدوان، ولايأخذ زمام المبادرة في التحرك.
وأضاف الكبير في تصريح للرائد أن الصراعات داخل حكومة الوفاق، ومسلسل النهب المستمر يؤكد أن قضية الدولة المدنية ودحر العدوان لتدمير مشروع عودة حكم العسكر ليست هدفا ولا حلما لدى الجميع في حكومة الوفاق.
وبين الكبير أنه من جانب آخر لا تتحرك الحكومة على المستوى الدولي بما يعادل الانتصارات التي يحرزها بركان الغضب، مضيفا أن تشكيل حكومة حرب هو من أولويات المرحلة، ومع ذلك لا يتحرك المجلس الرئاسي لتشكيلها من شخصيات تؤمن بحتمية الانتصار على حفتر وداعميه.
وخرج الناطق باسم الميليشيات المعتدية احمد المسماري بعد ما شهدته العاصمة من قصف ودمار يتوعد بالمزيد قائلا، إن هذه العمليات تاني ضمن عملية “الطيور الأبابيل”.