in

لماذا تساند قناة “العربية” السعودية مليشيات حفتر بالأخبار المضلِّلة؟

لم تَعُد القنوات الداعمة لحفتر تدخر جهدا في شن حرب إعلامية توازي حربه وعدوانه على العاصمة، قنوات وصحف تمولها الإمارات، وأخرى يمولها صاحب شركة مرتزقة “فاغنر” الروسية، كما كشف ذلك مرصد ستانفورد أخيرا.

وعلى رأس هذه القنوات قناة “العربية” السعودية التي تبث من أراضي الإمارات والتي لم تتوقف عن مساندة عدوان حفتر يوما، فكانت القناة التي ظهر فيها حفتر في فبراير من عام 2014 معلنا انقلابه الشهير وتجميد الإعلان الدستوري حينها.

واستمرت العربية في مساندة حفتر وبث أخبار مضلّلة وقلب الحقائق، فتارة تنشر أن المعارك تدور في أكبر شوراع طرابلس، وتارة أخرى تنشر مقطعا مصورا لمقاتلين قي صفوف الجيش يتحدثون باللغة الأمازيغية زاعمة أنهم أتراك، في سقطة أضحكت منهم الثكالى.

الترويج لمشروع حفتر

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير قال، إن قناة العربية إحدى الأدوات الإعلامية والأذرع المساندة للسياسة السعودية والإماراتية، لافتا إلى أن من الطبيعي أن تروج لمشروع حفتر؛ لاصطفاف السعودية والإمارات معه.

الكبير أوضح، في تصريح للرائد، أن التضليل مألوف حين يتحول المنبر الإعلامي إلى أداة في الصراع فيتخلى عن المهنية والموضوعية، مشيرا إلى أن الالتزام بهما لا ينسجم أبدا مع مناصرة طرف في أي صراع، خاصة إذا كان هذا الطرف متهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تورط السعودية

أما الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، فيرى أن مساندة قناة “العربية” ومنصاتها الإعلامية لحفتر ومليشياته دليل على تورط السعودية في العدوان على طرابلس، وهذا برهان جلي على حقيقة موقف النظام السعودي وانحيازه لحفتر.

وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن ذلك يؤكد صحة ما جاء في عدة تقارير بخصوص دفع السعودية أموالا لدعم حفتر وتسديد مستحقات مرتزقة فاغنر، مؤكدا أن ما تبثه “العربية” من أخبار كاذبة لمحاولة رفع معنويات هذه المليشيات وشن حرب معلومات ضد الليبيين ـ يُثبت فقدان هذه المجموعة لأي من معايير المهنة.

الإستراتيجية “التزييفية”

وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي المصري “علاء فاروق”، أن القناة تتحرك بأوامر دولة معروفة بميولها لمعسكر “حفتر”؛ لذا من الطبيعي جدا أن تصيغ الأخبار بما يخدمه ومشروعه، وليست هذه الإستراتيجية “التزيفية” خاصة بليبيا فحسب بل تشمل اليمن وسوريا أيضا.

فاروق أوضح، في تصريح للرائد، أن ما نشرته القناة بخصوص الأتراك في ليبيا ضمن قوات الجيش هي سقطات يورطهم فيها المتحدث باسم قوات “حفتر” المسماري الذي ينشر أكاذيب خلال مؤتمراته الصحفية، وآخرها نشره مقطعا مصورا لمجموعة من أبناء الأمازيغ على أنهم من الأتراك، وهي سقطة تثبت جهله باللغة الأمازيغية، وربما تزيد عداء هذه الأقلية لحفتر ومشروعه.

معاداة الشعوب

ويوضح الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم عمر، أن قناة “العربية” ظلت تعادي ثورات الربيع العربي وتحرر الشعوب العربية منذ بدايتها، لافتا إلى تنفيذها سياسات دولتها السعودية ودولة الإمارات التي تبث من أراضيها.

عمر قال، في تصريح للرائد، إن لمثلث الشر العربي أذرعه الإعلامية، وقناة العربية التي شعارها “أن تكذب أكثر” أكثر تلك الأذرع كذباً وتضليلاً للشعوب العربية الطامحة للحرية والاستقلال، وهي لم تكن إلا منفذا للمخطط الإماراتي السعودي للهيمنة على الشعوب العربية، حسب وصفه.

عمر أكد أن العربية من خلال بثها لأخبار كاذبة وأخرى مضلّلة عن الشعب الليبي، الذي لا يزال يواجه الحرب الشرسة عليه من تلك الدول بمختلف الأسلحة والمرنزقة ـ تنفذ دورها في شن الحرب الإعلامية على الشعب الليبي بتزوير الحقائق ونشر الكذب عن قوات الجيش الليبي المدافع عن الدولة المدنية.

فلماذا تساهم “العربية” في قتل الليبيين وتحول منصتها إلى منبر لبث الأكاذيب وإشعال نار الحرب والفتنة بين أبناء الوطن الواحد؟

باشاغا: الإمارات تريد استمرار الفوضى في البلاد، وساهمت في تأزم اقتصاد ليبيا

الصحة تدين اختطاف مليشيات حفتر لأطقم طبية بمستشفى ابن سينا بسرت