عاصفة ثانية تهدد العالم تلوح في الأفق عقب عاصفة الكورونا التي بطشت بأقوى وأعتى أنظمة الكرة الأرضية بالانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط العالمية،
لكن مراقبون يرون أن ليبيا ستكون بمنأى عن تأثير هذا الانخفاض في المدى القريب، بيد أنهم يحذرون من إمكانية استمرار الأزمات العالمية وحينئذ سيصيب ليبيا ما أصاب باقي دول العالم.
ركود كبير
المحلل الاقتصادي مصطفى شقلوف يرى أنه بما أن التكلفة التخزينية للنفط فاقت تكلفة الإنتاج، بسبب قلة الطلب نتيجة جائحة كورونا، فإن الأسعار هبطت، لأن أسعار النفط مبنية كباقي السلع على العرض والطلب.
وأضاف شقلوف في تصريح للرائد أنه بالنسبة لليبيا فتستطيع الصمود قليلا، بسب وجود احتياطي من الذهب والنقد الأجنبي، لكن لو استمر هذا الوضع أكثر فستتأثر البلاد بلا شك، حتى لو عدنل للتصدير وارتفاع السعر إلى 35 دولارا فإن ذلك لن يساعد الوضع الليبي الكارثي، حسب قوله.
تأثير سلبي
أما الكاتب الصحفي عبدالله الكبير فأوضح أنه إذا استمرت أسعار النفط في الهبوط فسيكون لهذا الهبوط تأثير سلبي على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلا، ولن يصلح النفط حينها كورقة ابتزاز لتحقيق أهداف سياسية حيث سيقل اهتمام بعض الدول بليبيا إذا كان تدخلها لأسباب اقتصادية.
واضاف الكبير في تصريح للرائد أنه على الرغم من أن الواضح حتى اليوم في الأفق المنظور أن أهمية النفط تتراجع وعودته كعامل مؤثر لن تكون قريبة ومع ذلك لا يجب أن نبني التوقعات والآمال على أوضاع ربما تكون مؤقتة، فقد يستعيد النفط عافيته ويستقر سعره بشكل مرض للمنتجين والمستهلكين.
لن يؤثر في المستوى القريب
من جانبه قال الكاتب في الشأن الاقتصادي محمد الشكري، إن انهيار أسعار النفط في السوق العالمية لن يؤثر في الاقتصاد الليبي في المستوى القريب باعتبار أن ليبيا لديها من الاحتياطات ما يكفيها ويحميها من الانهيار لفترة جيدة.
وبين الشكري في تصريح للرائد أن على الحكومة خفض الإنفاق العام ووضع خطة مالية لمجابهة أي أزمة اقتصادية تصيب البلاد، لأنه من الواضح أن الأزمة التي يمر بها العالم نتيجة انتشار وباء كورونا ستطول.
أثر بسيط
المحلل الاقتصادي محسن الدريجة قال، إن أثر انخفاض الأسعار سيكون له أثر بسيط من خلال الكمية القليلة من النفط والغاز التي تصدر حالياً، بسبب توقف تصدير النفط حاليا.
وأضاف دريجة، في تصريح للرائد، بأن انخفاض أسعار النفط العالمي قد جاء على خلفية وجود فائض في إنتاج النفط يقدر بخمسة وثلاثين مليون برميل في اليوم.
وبالرغم من إعلان تخفيض إنتاج النفط من قبل منظمة أوبك بالاتفاق مع روسيا بمقدار عشرة ملايين برميل في اليوم إلا أن الطلب على النفط لا يزال ضعيفا.