in

مقابلة خاصة مع مدير مديرية أمن صرمان

قال مدير أمن صرمان العميد “عبد الله العارف المحجوبي”، إن ميليشيات حفتر استغلّت المديرية، أثناء سيطرتها على المدينة، في دعم العدوان على طرابلس، وسعت لتجنيد أفراد الشرطة لدعم المحاور.

وفي مقابلة مع الرائد، عبّر المحجوبي عن استغرابه تعيين من يزعمون سعيهم لبناء دولة القانون، لمطلوب في أكبر قضية رأي عام لتأمين المدينة، في إشارة منه لأحد المتورطين في قتل أطفال الشرشاري.

وتابع “المحجوبي” أنهم سيقاضون فقط كل من أجرم بحق المدينة وساهم في ذلك، وسعى لاستغلالها وجرها لأحداث أليمة ومؤسفة، فإلى نص المقابلة:

لو عدنا بالذاكرة إلى بداية إعلان ميليشيات حفتر سيطرتها على صرمان، هل تذكر لنا كيف اجتاحت المدينة؟

بدايةً سيطرتهم على صرمان كانت باستغلالهم المجلس البلدي الموالي لعصابات الكرامة الذي ضغط آنذاك على وزارة الداخلية لاستبدالي وتعيين مدير أمن جديد، وهذا ما حدث بالفعل، وجرى تعيين المدير الأخير، واشترط عليهم لقبول المهمة، صدور قرار من حكومة الثني بذلك، وجرى التسليم والتسلم، لكنه فضّل الانضمام لعملية الكرامة رغم أن وزارة الداخلية طالبته بعدم الانضمام لها.

وبهذا بدأت سيطرتهم على صرمان، أولاً بمجلسها البلدي، تلاه جلب الدعم العسكري من قاعدة الوطية، وقد استغلوا مديرية الأمن في عملياتهم العسكرية وعدوانهم على العاصمة طرابلس، حتى إنهم حاولوا تجنيد مجموعة من أفراد المديرية للمشاركة في غزو العاصمة.

ماذا عن أبرز الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات حفتر التي كانت تسيطر على المدينة؟

أبرز الجرائم تتعلق بأحد أبرز المطلوبين في أكبر قضية رأي عام، وهي قضية مقتل أطفال عائلة الشرشاري الثلاثة الذين قتلوا بطريقة بشعة عام 2015م، وهذا الشخص يدعى “علي كردمين”، وهناك أمر قبض عليه صدر حينئذ من مكتب النائب العام، والعجيب أن هذا المجرم هو من كان يتولى تأمين المدينة في عهد سيطرة ميليشيات حفتر عليها، وهو من كان يجلب الدعم من قاعدة الوطية، وهو الآن مطلوب في قضايا عديدة سوى قضية أطفال الشرشاري، فكيف لمن يزعم أنه يبسط الأمن والأمان أن يستعين بمجرمين ومطلوبين للعدالة في تأمين مدينة مثل صرمان؟!
أما عائلة “الشرشاري” فقد تلقت سيلاً من التهديدات، ولم تستطع أن تحرك ساكناً نتيجة القمع والترهيب الذين سُلّطا عليها.

قلت في تصريحات سابقة إن ميليشيات حفتر فور سيطرتها على المدينة أطلقت 300 من المتورطين في قضايا جنائية، هل بدأتم العمل على هذا الملف؟
لم يبدأ العمل عليه بعد، ولكن ما أؤكده لك أن العمل سيبدأ بعد التنسيق مع وزير الداخلية وتوفير الإمكانيات اللازمة، وعندها سنتمكن من إعادة كل المطلوبين للعدالة خلف القضبان وبسط الأمن بإذن الله تعالى.

ما أحوال المدينة اليوم، وهل لا تزال هناك تهديدات تواجهها؟
حال المدينة من حسن إلى أحسن، وقد اكتملت السيطرة عليها بأقل الاضرار، والمدينة اليوم في تعافٍ، ودبت فيها الحياة من جديد، وسنعمل جاهدين على بسط الأمن والأمان، ولن نسمح بأي خرق أو استغلال للمؤسسات الأمنية في أي مشروع ديكتاتوري قمعي، كما حدث في عهد ميليشيات حفتر.

من يؤمّن صرمان اليوم؟ وهل جميعها قوات نظامية؟
حالياً ثمة تنسيق مع مديرية أمن الزاوية ودوريات الأمن العام التابعة لوزرة الداخلية، ونشكرهم جداً على تعاونهم ودعمهم، وتضافر الجهود لتأمين الطريق الساحلي، وسيتواصل العمل حتى اكتمال القوة وتوفر الإمكانيات لمديرية أمن صرمان لتقوم بمهامها كاملة.

كيف حدث التنسيق لتحرير المدينة من قبضة ميليشيات حفتر؟ وهل كان مفاجئًا لهم؟
التنسيق بدأ من عدة أشهر، وما عجل بتحرير المدينة هو الخناق الذي ضاق على قاطني المدينة الذين تبيّن لهم جميعاً أن من يسيطرون على المدينة، ليسوا بجيش أو شرطة بل خارجين عن القانون يسلبون المدينة، ويهددون أمنها، ويمارسون الانتهاكات فيها على مرأى ومسمع الجميع.
كنا على ثقة أن عملية تحرير صرمان لن تطول، وحدث ما هو مخطط له، وحررت المدينة، وعاد المهجرون منها، والحمد لله لم تحدث حوادث انتقام حتى الآن من أبناء صرمان الذين هدمت ميليشيات حفتر بيوتهم، فقد قالوا جميعاً إنهم لن يأخذوا حقوقهم إلا عبر القانون.

ماذا بشأن الأسلحة التي ضبطت عند تحرير صرمان؟ وكيف تعاملتم معها؟ وما أبرز ما نُهب من مديرية أمن صرمان؟

جميع الأسلحة التي كانت تُزوَّد بها المليشيات عبر قاعدة الوطية استُعيدت وهي الآن في أيدٍ أمينة.

أما مديرية أمن صرمان، فقد خربتها وحرقتها مليشيات حفتر قبل ساعات من خروجها منها، وكل ما استطعنا استعادته هو الأرشيف فحسب، وهذا ليس بغريب عليهم فهم لا يريدون خيراً لليبيا.

من هي الجهات التي ستقاضونها؟
سنقاضي كل من ساهم وشارك وأجرم في حق المدينة، واستغلها وجرها لأحداث أليمة يؤسف لها.

الوطنية للنفط: خسائر إغلاق النفط فاقت الـ 4 مليارات دولار أمريكي

مكافحة الامراض: ارتفاع الإصابات يعود لعدم الالتزام بالحظر والإجراءات الوقائية