بسرعة وعلى غير المتوقع سقطت أحجار الدومينو الممثلة لسيطرة الجنرال المأزوم خليفة حفتر على مدن ومناطق الغرب الليبي واحدة تلو الأخرى، وهو ما ينذر بانهيار سريع قد يكون أسرع مما هو متوقع، خصوصا بعد إطلاق قوات الجيش عملية “عاصفة السلام|” التي آتت أكلها بشكل كبير حتى الآن.
وكما يقول المثل الشهير “ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ” سيكون هذا هو مصير العدوان على طرابلس الذي بات كما يبدو في حلقاتة الأخيرة، خاصة بعد أن اتضح جليا هشاشة هذه الميليشيات أمام الضربات الدقيقة والمركزة لقوات الجيش، وخسارتها 6 مدن في أقل من 24 ساعة، وهو ما يوصف بالانهيار في العرف العسكري.
عملية محكمة
المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد طيار محمد قنونو قال، إن تقدم قوات الجيش الليبي والقوات المساندة لها، وتحريرها 6 مدن ومناطق على الشريط الساحلي في الغرب الليبي ـ كان تنفيذًا لعملية محكمة أُعدّت بدقة وهدوء.
وأضاف قنونو، في تصريح للرائد، أن عملية السيطرة على صرمان وصبراتة الاستراتيجيتين، جاءت بعد صدور الأوامر للقوات بالهجوم مع فجر الاثنين، لتبدأ القوات التحرك وتُحكم السيطرة على تمركزات ميليشات حفتر وسط تلاحم أهلها وتضامنهم، وفق قوله.
ليبيا لأبنائها
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وجه كلمة للشعب الليبي بمناسبة تحرير المدن الست بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، قال فيها، “إننا لن نسمح للدول الداعمة للعدوان بفرض تعليماتها علينا، وليبيا ستكون كما يريدها أبناؤها”.
وتعهد السراج، في بيان له، بالعمل على عودة المهجرين من كافة المدن، ورفع الظلم، وبسط حكومة الوفاق نفوذها وسيطرتها على كافة التراب الليبي، وهو ما يؤكد أن أيّام حفتر في المنطقة الغربية التي لم يبق له منها سوى ترهونة، أصبحت معدودة.
ومن جانب آخر، دعا رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان المجلس الرئاسي إلى استثمار الانتصارات العسكرية سياسيا، والعمل على ترتيب أوضاع المدن المتحررة، مضيفا أنه يجب ألّا ينتظر الليبيون حلًّا من النظام الدولي الذي بدأ ينهار.
دعوة للعقلاء
من جانبه، قال آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، إن الميليشات في قاعدة الوطية حاولت السيطرة على رأس اجدير، وهددت زوارة، وهذا ما اضطرهم إلى إطلاق عملية عسكرية.
ودعا الجويلي من سماهم عقلاء ومشايخ المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات حفتر إلى تجنيب مدنهم القتال؛ لأنها إن بقيت فيها فستضطر قوات الجيش للتدخل العسكري لتحريرها.
وبعد انتصارات أمس في مدن الساحل الغربي بدأت الأنظار تتجه الآن نحو مدينة ترهونة لتحريرها من قبضة حفتر وأتباعه من مليشيات الكاني، خاصة أن قوات الجيش كثفت في الآونة الأخيرة ضرباتها الجوية على أماكن عسكرية بالمدينة.