على مدى يومين متواصلين استهدفت ميليشيات حفتر أحد أكبر مستشفيات العاصمة مستشفى الخضراء بصواريخ غراد أسفر عن إصابة عدد من العاملين به، وإجلاء النزلاء به؛ خوفا على حياتهم، وقبلها بايام استهدفت ميليشيات حفتر البوابة الخلفية لمستشفى طرابلس المركزي ما تسبب في مقتل رجل أمن، وإصابة امرأة
ولأن المصائب من حفتر لا تأتي فرادى فقد قامت مجموعة تابعة لميليشياته باقتحام موقع الشويرف المتحكم بحقول آبار المياه، وقطعت المياه عن العاصمة طرابلس وضواحيها، ما يمنع وصول المياه لسكان العاصمة والمدن في المنطقة الغربية، خاصة في زمن تفشي وباء كورونا.
عديم الإنسانية
قالت عضو المجلس الأعلى للدولة فوزية كروان، الأربعاء، إن الإنسانية بعيدة جداً عن حفتر، خاصة بعد استهدافه للمستشفيات والمرافق الصحية.
وتساءلت كروان، في تصريح للرائد، ماذا نسمي من يقطع المياه عن الناس، ويقصف المستشفيات بالصواريخ والقذائف في وقت انتشار وباء كورونا؟ ونحن في أمس الحاجة إلى كل سرير فيها ـ إن لم نسمّه “عديم الإنسانية”.
وأكدت كروان أن جرائم حفتر لن تزيدنا الا قوة؛ لأننا ندافع عن الدولة المدنية التي نريد لها أن تقوم، ويعم فيها العدل ويطبق القانون.
تطور خطير
وفي هذا السياق أكدت عضو المجلس الأعلى للدولة ماجدة الفلاح أنه في الوقت الذي نشاهد فيه انهيار أقوى الأنظمة الصحية أمام جائحة كورونا، يقصف مجرم الحرب حفتر مستشفياتنا بطريقة إجرامية، ونحن في أمس الحاجة لكل سرير فيها لمجابهة هذه الجائحة.
وأشارت الفلاح، في تصريح للرائد، أن قصف مدينة طرابلس والآمنين بصواريخ “غراد” جريمة يشهد عليها العالم منذ أكثر من عام، ولكن التطور الأخطر في هذا العدوان الوحشي هو قصف المستشفيات التي تعج بالمرضي من كل المناطق، وليس من مدينة طرابلس فحسب.
الجميع يتحد لمكافحة كورونا وحفتر يستهدف المستشفيات
ومن جانبها صرحت عضو مجلس النواب السيدة اليعقوبي، الأربعاء، أن حفتر يستمر باستهدافه المستشفيات، في الضرب بكل القوانين الدولية والداخلية والإنسانية عرض الحائط، التي تؤكد أن استهدافها جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وأضافت اليعقوبي، في تصريح للرائد، أنه على الرغم من عمل الأطباء في أماكنهم في هذه الظروف، ومحاولة قطاع الصحة الوقوف والصمود وتجميع الجهود من أجل توفير البيئة المناسبة لمكافحة وباء كورونا المستجد ـ فإن مجرم الحرب حفتر يستمر في استهداف المستشفيات متجاهلاً الوباء الذي يواجهه كل الليبيين ولن يستثني منهم أحدا.
واختتمت اليعقوبي، حديثها متسائلة، أي عقل يحمل هؤلاء الطغاة البغاة؟ يتصرف حفتر ومليشياته بمنأى عن العالم ويعملون على انتشار هذا الوباء، في حين تتحد جميع الإنسانية لمكافحته.
فإلى متى تستمر جرائم حفتر ضد الليبين دون رادع في ظل سكوت المجتمع الدولي عن انتهاكاتاته واكتفائه بإصدار البيانات الفضفاضة؟
