Menu
in

الانتشار الدراماتيكي لكورونا يعيد طرح السؤال: هل ينتقل عبر الهواء؟

الانتشار الدراماتيكي لفيروس كورونا المستجد حول العالم في الأيام الأخيرة يعيد الجدل مرة أخرى حول طرق انتقاله، ليعود البعض إلى التشكيك في مصداقية التقارير التي تتحدث عن أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء بل عبر الاتصال الوثيق بشخص مريض.

ومنذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي، تسبب الفيروس في إصابة قرابة الـ 700 ألف شخص حول العالم، أغلبهم في الولايات المتحدة، ووفاة أكثر من 31 ألف آخرين.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس المسبب لوباء كوفيد-19 على ما يبدو لا يبقى في الهواء، أو أنه غير قادر على الانتشار في الهواء لمسافات تزيد عن ثلاثة أقدام.

غير أن خبراء في علم الأوبئة شككوا في مصداقية تلك التقارير.

وقال دكتور دونالد ميلتون، اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بجامعة ميريلاند، إن إبلاغ العامة بمعلومات كهذه قد تنطوي عليه مخاطر كبيرة. وأضاف في تصريحات لمحطة إن بي آر الأميركية “أعتقد أن منظمة الصحة العالمية غير مسؤولة في تقديم هذه المعلومات. هذه المعلومات الخاطئة خطيرة”.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه “وفقا للأدلة الحالية”، ينتقل الفيروس من خلال “قطرات الجهاز التنفسي وطرق الاتصال”. ومن خلال ذلك، تعني المنظمة أن الفيروس موجود في قطرات كبيرة من المخاط أو اللعاب الناتج عن السعال والعطس.

ويمكن لهذه القطرات أن تتنقل لمسافات قصيرة فقط عبر الهواء على أن تلتصق بعدها بأجساد الناس أو بأسطح يلمسها الناس لاحقًا.

ولوقف انتشار الفيروس ينصح مسؤولو الصحة العامة الناس بغسل اليدين بشكل متكرر وعدم لمس الوجه، لأن ذلك قد ينقل الفيروس إلى داخل الجسم عبر الأنف أو الفم أو حتى العينين.

وبالفعل، هناك فيروسات تبقى عالقة في الهواء لدقائق أو حتى ساعات، بعد لفظها من جسم الإنسان. وفي وقت لاحق، يمكن أن تجد هذه الفيروسات طريقها إلى داخل الجسم عندما يتنفسها أناس آخرون.

وتعد الحصبة Measles مثالا جيدا على هذا النوع من الانتقال. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي” إن “فيروس الحصبة يمكن أن يظل معديا في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين بعد مغادرة الشخص المصاب للمنطقة”.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن انتقال الفيروس المستجد عبر الهواء قد يكون ممكنا “في ظروف معينة” تولد الأيروسول (الهباء الجوي) كما في حالة وضع أنبوب لمصابين بالمرض، أو فصل جهاز التنفس الصناعي عنهم.

لكن دكتور ميلتون قلل من ذلك الكلام وقال إن فيروس Sars-Cov-2 جديد، و لا يعرف عنه سوى القليل، “ومن غير المناسب استخلاص استنتاجات حول كيفية انتقاله. لا اعتقد أنهم يعرفون. هذا هراء” يقول ميلتون ويضيف

“الناس يعتقدون أن هناك تمييزا حادا مثل الأبيض والأسود بين الفيروسات التي تنتقل عبر الهواء، وتلك التي تنتشر فقط عبر قطرات رطبة يتم التقاطها من خلال الاتصال الوثيق، ولكن حقيقة انتقال الفيروس دقيقة جدا ومعقدة”.

وأشار مليتون إلى أن هناك جدلا لا يزال دائرا حول ما إذا كان انتقال الإنلفونزا ممكن عبر الهواء أم لا. وتظهر بعض الأبحاث أن القطرات التي يلفظها أشخاص عبر السعال والعطس يمكن أن تنتقل لمسافات بعيدة.

إحدى الدراسات وجدت أيضا، في غرفة مريض بكوفيد-19، قطرات حاملة للفيروس في إحدى منافذ التهوية بالغرفة، حسب التقرير.

وتقول دراسة أجريت في مستشفيات ووهان، بؤرة انتشار المرض في العالم، إنه بعد عمليات مسح بالمنطقة، تم رصد مستويات غير قابلة للكشف أو منخفضة من فيروس كورونا المستجد في الهواء.

في مواجهة حالة “عدم اليقين” هذه، يعتقد ميلتون أنه ينبغي على منظمة الصحة العالمية أن تحذو حذو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية و”استخدام المبدأ الوقائي للتوصية بالاحتياطات المتعلقة بالانتقال (الفيروسي) عبر الهواء”.

ويشدد اختصاصي الأوبئة الأميركي دونالد ميلتون على أن هذه التوصية “مهمة جدا بالنسبة للعاملين في الحقل الطبي، فيما تبدو مسافة الستة الأقدام بالنسبة

المصدر _قناة الحرة

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version