Menu
in ,

مقـابلة خـاصة مع عمـيد بلـدية الزنتان “مصطفى البـاروني”

في مقابلة خاصة مع الرائد قال عميد بلدية الزنتان “مصطفى الباروني” إن ما يسمى “المجلس التسييري” الذي شكله رئيس الحكومة الموازية وغير المعترف بها دوليا عبدالله الثني “لا شرعية له ولا أساس قانوني لتشكيله”، وأن أهالي الزنتان جميعاً مع مجلسهم البلدي الشرعي، ومع حكومة الوفاق الوطني.

كما تطرق الباروني في حديثه للرائد عن موضوع إغلاق النفط قائلا إن وقف امدادات النفط الذي قامت به بعض المجموعات المحسوبة على حفتر، وعلى النظام السابق، هو “جريمة بحق ليبيا والليبيين” مضيفا: ” نحن نعرف أن يفعله هؤلاء حتى من يدعي منهم أن هناك سوء في توزيع الثروة، ما هو الا مجرد قميص عثمان -رضي الله عنه – للوصول للسلطة ليس إلا”.

وهاجم الباروني المجتمعين في ترهونة تحت اسم “قبائل ليبيا”، مؤكدا أن هؤلاء “اصطفوا ضد ليبيا ومصالحها العليا، وتحالفوا مع قوى ودول ومخابرات أجنبية، لدمار ليبيا”.

وهذا نص المقابلة:

أنت عميد لبلدية الزنتان منذ 6 أعوام، ماذا عن وضع البلدية اليوم، وهل استطعتم من خلال لقاءاتكم مع الحكومة الحصول على الدعم الكافي؟

بشكل عام المجالس البلدية جميعها في وضع غير جيّد، نعاني فترة صعبة منذ استلامنا في 2014م، فالموازنات والأموال شبه معدومة، مثال على ذلك ميزانية الزنتان في العام الماضي كانت 481 ألف دينار فقط لا غير، وهي ميزانية تسييرية في الباب الثاني، بتقسيمها على 12 شهراً، تجد أن ميزانية البلدية شهرياً هي 40 ألف دينار فقط وهو مبلغ هزيل لا يساوي شيء.

حتى في العام الماضي وبعد عدوان حفتر على طرابلس، وبعدما استلامنا للمخصصات المالية من ميزانية الطوارئ، والتي كان نصيب بلديتنا منها 4 مليون و700 ألف دينار، فوجئنا بعدئذ بأن التبويب المالي يحدد ويقصر صرف الميزانية على النازحين فقط، مع أن ملف النازحين ليس من اختصاص المجالس البلدية، فهو اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو ما تم بالفعل، حيث قمنا بتوزيع المخصصات على النازحين جراء العدوان على طرابلس الموجودين داخل البلدية، بعد استلام قوائم النازحين من فرع الوزارة بالبلدية.

لو تحدثُنا باختصار .. ما هي أبرز احتياجات بلدية الزنتان؟

كبيرة جداً، لدينا مشاكل في جميع الخدمات الأساسية، نفتقر لشبكة مياه، ونعاني من تدهور في خدمات النظافة وحماية البيئة، ونعاني أيضاً من مشاكل في مؤسسات رعاية الطفولة والمرأة والمبتورين وذوي الاحتياجات الخاصة، كل هذه المشاكل تنعكس سلباً على المجلس البلدي، رغم أنها ليست من اختصاصاته، فهي من اختصاصات الوزارات المختلفة التي لا تقوم بدورها الحقيقي في البلديات بما فيها بلدية الزنتان.

الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا شكلت منذ أشهر مجلساً تسييرياً لبلدية الزنتان، هل من وجود لهذا المجلس على أرض الواقع داخل الزنتان؟

المجلس البلدي الزنتان هو من يُسيّر شؤون الزنتان اليوم، المجلس التسييري الذي شكله الثني لا شرعية له ولا أساس قانوني لتشكيله، ونحن قدمنا طعون قضائية ننتظر أحكام القضاء فيها، أهل الزنتان جميعاً مع مجلسهم البلدي الشرعي، ومع حكومة الوفاق الوطني، لأنه خيارهم الديمقراطي إلا بعض المجموعات التي تميل بشكل ما إلى “حكومة الثني”، وأولئك بكل صدق من أهالي الزنتان ولكن استمالهم لبعض الإغراءات، أو غيرها.

هل لازلت متمسكا بأن المصالحة الوطنية هي بوابة لبناء ليبيا، وأي فرص للمصالحة تراها اليوم، وهل بإمكانها النجاح؟

نعم، أنا قبل أن أكون عميداً للبلدية، كنت عضواً بمجلس للشورى في الزنتان منذ العام 2011م، وأيضاً عضواً بمجلس حكماء ليبيا مع مجموعة تعمل على ملف المصالحة، لأنني أعرف أهمية المصالحة الوطنية، مع التنويه إلى أن المصالحة الوطنية ليست مع القتلة الذين يحرضون الآن على العنف وعلى العدوان على العاصمة وتدمير الدولة، بالعكس، من واجب الدولة أن تتخذ ضد هؤلاء الإجراءات الكفيلة بإيقافهم وإيقاف عدوانهم على الليبيين وأرزاقهم بجميع الوسائل التي تراها الدولة والحكومة مناسبة.

ماذا عن المعوقات التي تواجهكم؟

المعوقات كثيرة، خصوصاً في هذه الظروف، أهمها إجراءات الحكومة كما ذكرت لك، والعقلية المركزية التي يتم التعامل بها مع البلديات.

أشرت في حديثك إلى أنه لن يكون هناك حل في ليبيا إذا لم يكن هناك توزيع عادل للثروة، هل تتفق مع ما قام به محسوبين على قبائل شرقي ليبيا بوقف إمدادات النفط، فيما أسموه بضرورة التوزيع العادل للثروة؟

وقف إمدادات النفط الذي قامت به بعض المجموعات المحسوبة على حفتر، وعلى النظام السابق يعتبر جريمة بحق ليبيا والليبيين، النفط هو قوت الليبيين الوحيد وليس من حق أحد استغلاله في أغراض أو صراعات سياسية، نحن نعرف أن يفعله هؤلاء حتى من يدعي منهم أن هناك سوء في توزيع الثروة، ما هو الا مجرد قميص عثمان -رضي الله عنه – للوصول للسلطة ليس إلا، هناك الكثير من النهب فيما يسمى حكومة الثني، وهذه المجموعات ليس لهم هدف الا الوصول إلى السلطة، ويجب أن يتم فتح النفط اليوم قبل غد لأنه القوت الوحيد لليبيين والشعب الليبي، أما معالجة القضايا الأخرى فيتم بطريقة أخرى في حوار مجتمعي بين الليبيين على طاولة الحوار.

ما هو موقفكم من اجتماع من أسموا أنفسهم “قبائل ليبيا” في ترهونة، وهل يمكن لأولئك أن يكونوا طرفاً في أي حل للانقسام في ليبيا؟

من اجتمعوا في ترهونة تحت اسم قبائل ليبيا اصطفوا ضد ليبيا ومصالحها العليا، وتحالفوا مع قوى ودول ومخابرات أجنبية لدمار ليبيا، هؤلاء يشرعون العدوان والدمار والخراب وقصف المدنيين وقتل الأبرياء، لا يمكن أن يكونوا طرفاً في أي حل للأزمة الليبية، موضوع الانقسام في ليبيا اقولها لك بكل صراحة سيستمر بوجود مشروع حفتر ومن معه من الحاقدين من أتباع النظام السابق والدول الداعمة لهم، وكل من يعتقد أن هناك إمكانية لتوحيد المؤسسات أقول له من خلال تجربة امتدت لسنوات، هذا شيء من الوهم، وليس هناك أي إمكانية لتوحيد المؤسسات، ما دام “خليفة حفتر” حي يرزق، وما دام مشروعه ومشروع الدول التي تدعمه للسيطرة على السلطة في ليبيا، ما زال قائماً، لا يمكن أن يكون هناك شيء من هذا، سيتسمر هذا العدوان إلا أن ينتهي هؤلاء أو أن يقتنع داعميه بأنه لن يصل لشيء، ويأمروه بالجلوس على طاولة الحوار.

نقترب اليوم من مرور عام كامل من العدوان على العاصمة طرابلس، كيف رأيت آثار هذا العدوان، وما هي رسالتك للمدن المتورطة في دعم خليفة حفتر؟

آثار العدوان كارثية بكل صدق، على العاصمة وعلى الدولة المدنية، منها ما هو منظور ونراه الآن من خراب ودمار وقتلى وأيتام وأرامل، وغير المنظور وهو ما سيعانيه الشعب الليبي مستقبلاً من تمزيق النسيج الاجتماعي وزرع العداوات والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد، وانعدام الثقة في النخب والقيادات الدينية والفكرية والاجتماعية، مثلاً عندما يخرج أولئك من يدعون الحكمة، ويقولون نحن مع العدوان على طرابلس، أو يخرج علينا أولئك الذين يرتدون عباءة الدين، ويتحدثون باسم السلف الصالح والسلفية، ويقولون نحن مع العدوان، الله سبحانه وتعالي يقول في كتابه الحكيم “وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.

رسالتي للأشخاص والمدن والقبائل التي تورطت في دعم حفتر، أقول لهم عودوا إلى رشدكم، ومن رجع من نفس الطريق لن يتوه، أنتم للأسف الشديد تُورِثون الخزي والعار لأبنائكم ومدنكم وقبائلكم بوقوفكم مع الظالم والظلم، وانحيازكم للظلم، والظالمين.

هل أنجزتم شيئاً قبل التسليم للمجلس البلدي الذي سيأتي بعدكم لإدارة شؤون المدينة؟

ما دمت تعمل ستنجز، ونحن تمكننا من إنجاز الكثير، بنينا مجلس بلدي بإداراته وهيكلته، على قدر عال جداً من التأهيل والشفافية والقدرة على إدارة الازمات والأموال، وأيضا أنجزنا العديد من الأعمال في المجال الصحي، والنظافة وفي جميع المجالات، في المياه وفي غيرها، أصبح الآن هناك قاعدة جيّدة للمجلس البلدي المقبل حتى يستطيع أن يعمل، وقبل أن تنتهي ولايتنا نتمنى أن ننجح في تحقيق شيء مهم جداً، وهو إقناع الحكومة بإصدار لائحة الإيراد المحلي، ونقل بعض الاختصاصات، حتى تستطيع المجالس البلدية في قادم الأيام أن تقدم الخدمات للمواطنين.

يتفشى وباء كورونا المستجد في عدة دول في العالم بينها دول مجاورة، فما هي رسالتك لليبيين؟

رسالتي ونحن نعاني هذا الوباء العالمي “كورونا” رسالتي لكل الليبيين ضرورة اتباع سبل الوقاية من المرض، ولذا وجب علينا أن نتكاثف جميعاً وخصوصاً في هذه الفترة، لمواجهة هذا الوباء والوقاية منه، ويجب على الليبيين أخد الحيطة والحذر والانعزال في بيوتهم، وقف الدراسة في المدارس خلال هذه الفترة كانت خطوة جيدة، كما أنه يجب الالتزام بجميع الارشادات والنصائح التي توجهها الحكومة، لأن هذا المرض لو تفشى فهو مرض خطير جداً، ثم تبقى لنا مشاكلنا الأخرى الداخلية، أبرزها هذا العدوان والقصف والدمار الذي ينال عاصمتنا طرابلس وبحول الله سننتهي منه قريباً جداً.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version