تتباين وجهات النظر حول غايات وأهداف زيارة خليفة حفتر للعاصمة الفرنسية باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثم زيارة ألمانيا ولقائه مستشارتها أنغيلا ميركل.
وفي حين يرى مراقبون أن فرنسا تحاول إحياء المسار السياسي للأزمة وتنشيطه بعد استقالة غسان سلامة المبعوث الأممي من منصبه، فإن ألمانيا تسعى، بحسب آخرين، إلى تثبيت وتفعيل وقف إطلاق النار وتأكيد مخرجات مؤتمر برلين التي ترى فيها الحكومة الألمانية خطوة مهمة للحد من الدور الروسي والتركي في الأزمة الليبية.
حسابات جديدة
ويرى المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، أن زيارة حفتر لفرنسا تأتي في ظل حسابات جديدة للسياسية الفرنسية بدأت في التبلور، إذ ظهر للطرف الداعم لحفتر عسكريا داخل البيت الفرنسي أن رهانه فاشل، وهذا ما عبرت عنه التصريحات الأخيرة لفرنسا التي أكدت عدم وجود حل عسكري للملف.
وأضاف إسماعيل، في تصريح للرائد، أنه يمكن التكهن بمضمون زيارته لألمانيا إذا ما اعتبرنا أن دور ألمانيا يختلف كثيرا عن فرنسا الضالعة في دعم حفتر، فألمانيا تعلن الحياد، وتسعى لتطبيق قرار مجلس الأمن الذي أتى كنتاج لمؤتمر برلين الذي يُقصد به أساسا الحد من الدور الروسي والتركي في ليبيا الذي قلّل من قوة التأثير الأوربي في الملف الليبي.
خيارات مقبلة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير، من جانبه، أن زيارة حفتر لفرنسا هدفها بحث الخيارات المقبلة له بعد فشله العسكري ودخول روسيا وتركيا على خط الأزمة، مشيرا إلى أن فرنسا ما زالت تراهن على حفتر، لكنها منزعجة من تنامي الوجود الروسي والتركي.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن زيارة ألمانيا جاءت بدعوة من المستشارة الألمانية في إطار إلزام حفتر باحترام تفاهمات برلين، وعلى رأسها وقف إطلاق النار، والبحث عن تسوية سياسية سيكون هو جزءا منها وفقا لرؤية الدول الغربية.
وهم الزعيم
وقال الكاتب الصحفي إبراهيم عمر، إن حفتر يريد من خلال زياراته أن يوهم أتباعه بأنه زعيم أوحد، وأنه الرجل القوي الذي يفرش له البساط الأحمر ويستقبله زعماء العالم كزعيم معتبر مثلهم، كما تنبئ بتحرك جديد يريد أن ينتهجه بعد إقراره المؤكد في نفسه باستحالة السيطرة على العاصمة.
وأضاف عمر، في تصريح للرائد، أن حفتر لا يعلم أن الزعماء الذين يلتقونه إنما يريد بعضهم تحذيره من أفعاله بمعارضتهم للحل العسكري، وآخرون يريدون إقناعه بإمكانية أن يكون له دور سياسي في مستقبل البلاد.