يعاني أهالي الجنوب جراء انعدام الأمن والأمان ونقص السلع الأساسية والوقود، وعليات السطو المسلح، خاصة بعد دخول مليشات حفتر ومرتزقته إلى أغلب مدن الجنوب.
أهالي الجنوب يشكون من وجود المرتزقة الإفريقيين من السودان وتشاد الذين أتى بهم حفتر لإعانته على قتل الليبيين والسيطرة على مدنهم.
وسبق أن أماط تقرير فريق الخبراء المعني بالسودان الصادر في يناير الماضي، اللثام عن تورط جماعات مسلحة من دارفور السودانية في دعم “خليفة حفتر” من أجل بسط سيطرته علي جميع المناطق الجنوبية.
وكان “حفتر” قد أعلن، في يناير وفبراير من عام 2019م، إطلاق عملية لتأمين الجنوب، غير أن متحدثا باسم الجيش الليبي العقيد الطيار “محمد قنونو” أكد أن الهدف لم يكن تأمين الجنوب بل العبور منه نحو طرابلس.
وقال “قنونو”، في حديثه للرائد، إن ما تضمنه التقرير الأممي من انتشار “جماعات مسلحة سودانية وتشادية في جنوب ليبيا”، جاء ليفند مزاعم حفتر بأنه يسيطر على رقعة جغرافية واسعة، وأنه ضد انتهاك السيادة الليبية.
خليط من المرتزقة
وأبان التقرير الأممي أن الجماعات المسلحة الإفريقية التي استعان بها حفتر لتأمين الجنوب، هي حركة جيش تحرير السودان- جناح ميني مناوي، وجناح عبدالواحد، وتجمع قوى تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، والمجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان.
ودعم حفتر، وفق التقرير ذاته، الحركات الدارفورية المؤيدة له بمختلف الأسلحة من مدافع رشاشة ومدافع مضادة للطائرات، وناقلات جنود ودبابات من طراز تي 55.
وجاء دعم الجماعات الدارفورية لحفتر في أعقاب اجتماعات عقدت مع قيادة ميليشيات حفتر في بنغازي خلال يوليو وأغسطس من عام 2019م.
مخطط فرنسي
يؤكد أحد نشطاء الجنوب ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أن تحرك حفتر للجنوب والتضييق على قاطنيه جاء تنفيذًا لمخطط فرنسي يتضمن تمكين الأفارقة في جنوب ليبيا بدلا من الليبيين.
وأوضح، في حديثه للرائد، أن مدن الجنوب شهدت فور إعلان حفتر السيطرة عليها، موجة نزوح باتجاه الشمال؛ لانعدام الأمن وزيادة معدل الاجرام، ويضيف محدثنا بغضب وانفعال شديدين، “والفاعل مرتزقة سودانيون وتشاديون”.
كما أشار إلى الآثار الاقتصادية التي خلفتها سيطرة ميليشيات إفريقية على الجنوب، من ارتفاع سعر البنزين إلى 3 دنانير لكل لتر، فيما يتراوح سعر تعبئة أسطوانة الغاز الواحدة بين 80 و 150 ديناراً.
تصادم مستمر
ويروي مسؤول محلي من أوباري للرائد، ما وصلت إليه معاناة أبناء الجنوب، وكيف أنها بلغت حد التصادم المباشر بينهم وبين المرتزقة الذين جلبهم حفتر؛ ليزعم أنه يسيطر على رقعة جغرافية واسعة.
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أيضاً، إن عدم انتفاض أبناء الجنوب ضد هؤلاء المرتزقة سببه الخوف من القبض عليهم ووضعهم في سجون أو قتلهم والتخلص منهم.
لكن محدثنا ذكر أن أصدقاء له تلقوا تهديدات في أكثر من مرة لمجرد كتابتهم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تمقت وجود العصابات الإفريقية التي تنتشر في الشوارع وترتكب أعمال سطو وسرقة وحرابة وتقتل ضحاياها الليبيين، وفق قوله.
نوايا سيئة
يربط الخبير الأمني العقيد المتقاعد “محمد أبو مديس” بين اتساع الرقعة الجغرافية لجنوب ليبيا، وسوء نوايا حفتر، وتجنيده مرتزقة أفارقة لتأمين الجنوب وانتهاك السيادة الليبية.
وقال بومديس، في حديثه للرائد، إن الجنوب يشهد انتشار جماعات مسلحة مع وجود فراغ أمني كبير وارتفاع معدلات الجريمة والجريمة المنظمة وجرائم التهريب.
وأشار بومديس إلى أن وجود أولئك المرتزقة في جنوب ليبيا أثر على الوسط الاجتماعي، وهدد أمن الجنوب؛ لما يقومون به من سطو واعتداء على مرافق الدولة وممارسة الحرابة، وفق تأكيده.