in

أزمة تُهدد السوق الليبي بعد ظهور “كورونا” في الصين

أدى إغلاق الصين عددًا من مصانعها وإيقاف معارضها بسبب ظهور فيروس “كورونا”، إلى أزمة تأثر بها السوق الليبي، وعانى ويلاتها، وفق تجار، فيما رأى آخرون أن الأزمة لم تبدأ فعليًّا بعد.

الأزمة ستبدأ في الصيف

“عصام سويب”، وهو تاجر أحذية وحقائب، قال، إنهم يعتمدون بنسبة 50٪ على استيراد المنتجات الصينية في محلهم المتكون من طابقين اثنين.

وفي حديثه للرائد، توّقع “سويب” أن تظهر ملامح الأزمة خلال موسمي الصيف والشتاء المقبلين، حيث لم يعُد بإمكان التجار الليبيين استيراد منتجات صينية؛ لإقفال المصانع أبوابها بسبب تفشي كورونا.

وأضاف “سويب”، أنهم يحتفظون بمخزون كافٍ، وأنهم أحسن حالًا من تجّار آخرين نفد مخزونهم وليس بإمكانهم إلا البحث عن أسواق بديلة قد تضاهي جودة الصين ولكنها بسعر أعلى سيأثر به المواطن، وفق قوله.

الأزمة بدأت

أما تاجر المواد الكهرو منزلية “عبدالرحمن الحويك” فيقول، إن ويلات الأزمة بدأت في الظهور.

ويضيف “الحويك” للرائد، أن سعر المكيفات، علامة “جنرال” ارتفع من 625 دينارا خلال الصيف الماضي إلى 850 ديناراً للمكيف الواحد بسعر الجملة الآن، مضيفًا أنه ليس من السهل البحث عن أسواق بديلة لجميع السلع؛ لوجود سلع استراتيجية ليس بالإمكان توريدها من دول أخرى، وفق قوله.

وأوضح “الحويك” أن السوق الليبي منفتح ويعتمد على الاستيراد بنسبة 95٪، مشدداً على أن تبعات كورونا سيدفع ثمنها الاقتصاد الليبي باعتبار الصين مصنع العالم.

ضرر كبير

ويرى عضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة بمصراته “إيهاب العويب”، أن السوق تأثر بشكل كبير من تفشي كورونا.

وقال “العويب”، في معرض حديثه للرائد، إن معرضا دوليا يقام في “غوانزو” الصينية في أبريل من كل عام ويهتم التجار الليبيين بحضوره قد أُلغي بسبب ظهور المرض.

وتوقع “العويب” أن يبدأ الظهور الفعلي للأزمة مع قرب حلول شهر رمضان المقبل، وأن يصاحبها ارتفاع في الأسعار لنقص العرض وارتفاع الطلب.

وشدّد “العويب” على أن التواصل مع المصانع الصينية بات صعبًا؛ لإغلاق معظم المصانع أبوابها، مشيرًا إلى أنهم سيعقدون اجتماعًا نهاية الشهر الجاري لمناقشة فتح أسواق بديلة في أندونيسيا وماليزيا.

بدائل الصين

ويؤكد رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة “محمد الرعيض”، أن السوق الليبي لم يتأثر بدرجة كبيرة من وقف عدد من المصانع الصينية عملها، معززاً حديثه بأن السلع التي تستورد من الصين كمالية وليست أساسية.

وتابع “الرعيض”، في تصريحاته للرائد، أن اتحادهم لم يناقش ذلك حتى الآن، مضيفاً أن ليبيا منفتحة على جميع أسواق العالم، وأن ما يُستورد من الصين بالإمكان تعويضه من أسواق أخرى.

يضيف “الرعيض” قوله أن الأزمة لم تظهر حتى الآن، وإن ظهرت فلن تؤثر، باعتبار أن التجار الليبيين اعتادوا الصدمات، وفق حديثه.

3 دول

ويوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة مصراتة “عبد الحميد فضيل”، أن ليبيا تعتمد في وارداتها على ثلاثة دول، الصين وإيطاليا وتركيا.

وأضاف “فضيل” أن الواردات الصينية حلت في المرتبة الثانية خلال عام 2017م بنسبة 11.1٪ من اجمالي الواردات، والمرتبة الثالثة عام 2018م بنسبة 10.6٪ من إجمالي الواردات.

ورغم أن “فضيل” أشار إلى أن الأزمة لم تُلق بظلالها حتى الآن لوجود مخزون كافٍ، إلا أنه أشار إلى إمكانية البحث عن أسواق بديلة، وفق حديثه للرائد، وقال إن ظهور الأزمة سببه انتشار فيروس كورونا في كامل الصين، وتوقف كثير من مصانعها.

الرعيض: ممثلو المنطقة الشرقية في جنيف يعارضون الحرب

مُرتزقة حفتر يجوبون جنوب ليبيا ويُضيّقون على سكانه