Menu
in

حفتر وازدواجية الخطاب، بين استمرار العدوان أمام أنصاره والرضوخ للحل السياسي أمام المجتمع الدولي

لطالما صدّر حفتر لأنصاره ومؤيديه خطابا مغايرا لذاك الذي يقدمه للمجتمع الدولي حول عدوانه على العاصمة، فهو حين يخرج على مناصريه متوعدا باستمرار الحرب والمزيد من القتل والخراب ـ يظهر مع السفير الأمريكي كالحمل الوديع الموافق على كل شروط العودة للعملية السياسية.

هذا الخطاب أكدته وزارة الدفاع الروسية حين قالت، إن الوزير “سيرغي شويغو” وحفتر يؤكدان عدم وجود بديل للسبل السياسية لحل الوضع في ليبيا إلا أن أفعال ميليشات حفتر على الأرض لا تعكس هذا الخطاب باستمرارها في قصف الأحياء السكنية والمرافق والمنشآت العامة في طرابلس.

نوعان من الخطاب

وقال الكاتب الصحفي علي أبوزيد، إن حفتر يستخدم نوعين من الخطاب، داخلي تعبوي موجّه لأنصاره ويعبر عن حقيقة مشروعه الاستبدادي الذي لا يعرف إلا لغة السلاح والرصاص، وخطاب فضفاض موجه للمجتمع الدولي.

أبوزيد أوضح أن حفتر يتعامل مع الجهود السياسية بحالة من الترحيب المفتوح دون الالتزام بشيء، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تعويمها وإضاعتها.

حفتر يريد كسب الوقت

ويرى الكاتب الصحفي إبراهيم عمر أن حفتر لا يريد أن يتخلى عن الحل العسكري وإن كان يبدي للوفود التي تزوره أو يقابلها موافقته على الحل السياسي، وهو إنما يسعى إلى كسب مزيد من الوقت لجلب المرتزقة والأسلحة والعتاد الحربي.

عمر أشار إلى أن حفتر لا يمكنه أن يوجه الخطاب نفسه لميليشياته؛ لأنه يخشى فقدان السيطرة عليها، ولذلك يخاطب أتباعه وميلشياته بالتلويح باستخدام القوة والاستمرار في الحل العسكري، ويبدي حسن النية مع الوفود الدولية التي يلتقيها ويظهر أنه يسعى إلى الحل السياسي.

النفاق السياسي

وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد غميم، أن حفتر يمارس بالشراكة مع حلفائه شيئا اسمه النفاق السياسي، وهذا التصرف متناغم مع الموقف الدولي الذي تغيب عنه الإرادة الصادقة لوضع حل فى ليبيا، فحفتر رجل عسكري وغبي سياسيا لكنه واقع تحت سيطرة منظومة استخباراتية هي التي تسيره وتشرف على كل تصرفاته.

وبينّ غميم أن حفتر يحاول بخطاباته الاستعراضية ممارسة التعبئة لعصاباته التي يعلم جيدا أنها خليط بين أنصاره وأنصار النظام السابق ويغازلهم بخطابات دموية؛ لأن أي وقف للحرب هو انتهاء لسطوته التي يستمدها بالعنف والقتل، مشيرا إلى أن ما يقوم به حفتر من الاعتراف بالحل السياسي ومجاملة زوّاره في معسكره بالرجمة هو من باب مراعاة البرتوكول وجعل الباب مفتوحًا؛ لأنه لا يملك إلا أن يقول لأسياده: نعم سيدي! بمفهوم الطاعة العسكرية، وهذا ما لم يستطع أن يخفيه حتى في جِلسته أمام السفير الأمريكي.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version