Menu
in

حفتر “المتمرد”…تاريخ حافل بالانقلابات على الشرعية

إذا ما بحثنا عن تاريخ قائد المليشيات المعتدية خليفة حفتر، فلن نجد فيه حتمًا إلا التمرد والانقلابات على مدى خمسين عاما من تاريخه المعروف.

بداية مسيرة الانقلابات

بدأ حفتر مشوار التمرد عندما شارك في انقلاب 1969م على النظام الملكي الدستوري الذي كان يحكم البلاد مند استقلالها في عام 1951، والذي كان قد أقسم أثناء التخرج من الكلية العسكرية آنذاك على الولاء له والمحافظة عليه والدفاع عنه.

انقلاب ثانٍ

ولمّا أصبح حفتر ضابطا عسكريا بارزا في نظام القذافي الذي جثم على صدور الليبيين 42 عاما كلف في عام 1986 بقيادة القوات الليبية التي كانت تحارب في دولة تشاد المجاورة، والتي تسبب فيها في قتل مئات الجنود الليبيين وأسر مئات آخرين بينهم هو نفسه في معركة وادي الدوم المشهورة والمعروفة.

وبعد أسره من القوات التشادية تخلى حفتر عن جنود الجيش الليبي واستقل طائرة خاصة متجها إلى ولاية فرجينيا الأمر يكية معلنًا تخليه عن القذافي، وحاول الانقلاب عليه بعدها وفشل. حفتر ينقلب عن الجبهة وفي عام 1987، انضم هاوي الانقلابات إلى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وهي مجموعة من المعارضين الليبيين تضم عسكريين ومدنيين.

أعلن المتمرد بعدها إنشاء الجناح العسكري للجبهة، الذي تولى قيادته، وكان يبحث في أي مكان عن جسم عسكري يقوده ليصل به إلى تحقيق أطماعه في السلطة والحكم.

وما إن استقر الأمر لحفتر في قيادته للجناح العسكري للجبهة، حتى أعلن تمرده على الجبهة وقيادتها ومن فيها من أعضاء وقيادات، وحاول السيطرة عليها، فلمّا اكتُشف المخطط فر حفتر إلى ولاية فرجينيا الأمريكية التي ظل يقيم فيها حتى 2011.

حفتر وفبراير

عندما قامت الثورة في ليبيا في عام 2011 أسرع حفتر وغادر فرجينيا الأمريكية وعاد إلى البلاد بحجة دعم ثورة 17 فبراير، وكان يحاول في كل وقت أن يكون قائداً لجيش التحرير آنذك، ولكن المجلس الوطني الانتقالي تجاوزه وكلف اللواء عبد الفتاح يونس بقيادة الجيش الوطني الليبي في بداية الثورة.

لم يجد حفتر منصبا له

في عام 2011 وما بعده، ولمّا رفض المؤتمر الوطني العام تعيينه قائداً للجيش أو رئيساً للأركان من بين المتقدمين إلى المنصب، عاد حفتر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم فيها بعض الوقت منتظرا ومترقبا الأحداث في ليبيا.

وفي فبراير 2014 ظهر المتمرد حفتر على قناة “العربية”، وأعلن في محاولة بائسة حل المؤتمر الوطني العام والحكومة المنبثقة عنه، وتجميد الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي.

خطوة واجهها رئيس الحكومة آنذاك علي زيدان ووزير دفاعه عبدالله الثني بأن أعلنا أن حفتر انقلابي وطالبا بالقبض عليه بتهمة الانقلاب على المؤسسات الشرعية.

وبعد فشل حفتر في عمليته الانقلابية التي أعلنها على الهواء في فبراير 2014 ـ فكر في طريقة أخرى، فما كان منه إلا أن أعلن بعدها بثلاثة أشهر في مايو إطلاق ما أسماها عملية الكرامة.

شن حفتر حرباً على مدينة بنغازي ودمر أجزاء واسعة منها بحجة مكافحة الإرهاب، وارتكبت مليشياته عديد الانتهاكات في المناطق التي سيطر عليها، والتي حظى فيها بدعم غير محدود من دول عديدة، من أهمها الإمارات ومصر وفرنسا، كما استجلب المرتزقة من السودان.

وفي الرابع من أبريل 2019، بدأ حفتر عدوانه على العاصمة طرابلس بهدف السيطرة عليها، في انقلاب واضح وصارخ على الحكومة الشرعية ومؤسساتها، في الوقت نفسه الذي كانت العاصمة تستقبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقبل أيام قليلة من المؤتمر الوطني الجامع الذي دعت الأمم المتحدة إلى عقده في مدينة غدامس والذي كان من المتوقع أن يشهد ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا باتفاق كل الليبيين.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version