Menu
in

بإغلاقه النفط، حفتر يدق مسمارا في نعش التعليم، ويقضي على آمال التنمية

توالت الأزمات والتأثيرات جراء العدوان الذي يشنه حفتر على العاصمة طرابلس منذ أبريل العام الماضي، فلم يكفِه قتل المدنيين وتهجير سكان أحياء بأكملها وتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين، فقرر حفتر دقّ المسمار في النعش بإغلاقه الموانئ النفطية ليزيد معاناة الليبيين الذين اعتقدوا لوهلة أن كل معاناتهم أصبحت من الماضي.

وبعد إغلاقه للموانئ النفطية والادّعاء بأن ذلك جاء نتيجة تحرك شعبي حتى لا يظهر حفتر للعالم أنه يمسك بقوت الليبيين ورقة ضغط في يده ـ دخل اليوم العشرون للإغلاق وقد خسرت ليبيا أكثر من نصف مليار دولار مع نقص غاز الطهي وقرب نفاده في بعض المدن.

ليبيا خسرت مبالغ كانت في أمسّ الحاجة إليها للبناء وتوفير السيولة للمواطنين وتقديم خدمات لكافة قطاعات الدولة، ومن أهمها قطاع التعليم.

التعليم الذي يئن تحت ضربات حفتر لبنيته التحتية، في ظل إغلاق مئات المدارس والنقص الكبير في المواد الدارسية، ناهيك عن تسبب حفتر في حرق 5 ملايين كتاب والعديد من المعدات التعليمية في قصفه لمخازن التعليم بعين زارة في بداية العدوان.

كما منع العديد من الطلاب من العودة إلى مدارسهم بسبب نزوحهم من مدنهم، واضطرارهم للدرسة في مدارس أخرى مختلفة، وهو ما تسبب في اكتظاظ بعض المدارس غير المهيئة أساسا للدراسة والتي تحتاج إلى الصيانة.

مدارس غير صالحة

في تقارير سابقة أكدت الأمم المتحدة أن نحو 54% من المدارس تشكو من نقص مياه الشرب وتلوثها، وتدهور مرافق الصرف الصحي، في الوقت الذي تشهد فيه المدارس انقطاعاً متكرراً للتيار الكهربائي يدوم لساعات طويلة، إضافة إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت والخدمات الأخرى.

كما أعلن تقرير التنمية البشرية لسنة 2018 الصادر عن منظمة الأمم المتحدة تراجع ترتيب ليبيا من المرتبة 82 إلى 108، بعد اليمن وقبل سوريا.

مدارس دمرت

وفي هذا الصدد، أكدت “يونيسيف” أن 115 طفلا حرموا من التعليم جراء التصعيد الأخير للقتال، وأن 5 مدارس دمرت في طرابلس، فيما أغلقت 210 أخريات أبوابها، وحُرم أكثر من 115 ألف طفل من التعليم بسبب الاشتباكات.

نصف المليار دولار الذي خسرته ليبيا جراء إغلاق حفتر للنفط كان يمكن أن يعيد الحياة إلى مدارسنا ويكفل تقديم أفضل الخدمات لطلابنا وعودتهم لمدارسهم في بيئة آمنة مستقرة بعيدة عن الحروب، لنتمكّن بعد ذلك من إصلاحها وتطويرها.

أُترك رد

كُتب بواسطة ليلى أحمد

Exit mobile version