Menu
in

مراقبون: حفتر يماطل في توقيع الاتفاقية خوفا من خسارة أنصاره

: بعد إفشاله لكل الاتفاقات السياسية السابقة في باريس وباليرمو وأبوظبي، ونسفه للملتقى الوطني الجامع الذي كان سيعقد في غدامس بهجومه على العاصمة، ها هو حفتر يكرر المشهد نفسه اليوم بعد رفضه التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة الروسية موسكو بعد موافقته عليه سابقا.

حفتر غادر موسكو دون توقيع الاتفاق بعد أن طلب أمس مهلة حتى صباح الثلاثاء لتوقيعه، وهو ما يوضح ضغط الدول الداعمة له عليه لكي لا يوقع هذا الاتفاق، بحسب تصريح وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة، دول يأتي على مقدمتها الإمارات خاصة بعد أن ذكرت مصادر صحفية أن القائم بأعمالها في موسكو كان حاضرا مع حفتر.

وفي إطار ردود الفعل الدولية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حفتر هرب من موسكو دون التوقيع على الاتفاق، وإنه يحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مسؤولية إقناعه بالتوقيع.

وأكد أردوغان أن بلاده لن تتواني في تلقين حفتر “درسا قاسيا” في حال استمر في عدوانه على الحكومة الشرعية والليبيين، في حين قال وزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو، إن عدم توقيع حفتر أظهر من يريد السلام ومن يريد استمرار الحرب في ليبيا.

خسارة نفوذ

الكاتب الصحفي عبد الله الكبير رأى أن من الصعب على حفتر توقيع مذكرة التفاهم بوقف إطلاق النار لأنها تعني وقف الحرب، وبهذا يفقد حفتر سلاحه الوحيد وهو الاستمرار في القتال حتى ينفذ مشروعه.

وأكد الكبير، في تصريح للرائد، أن هناك ضغوطا على حفتر لمنعه من التصديق على وقف إطلاق النار، إضافة إلى قلق الدول الغربية من هيمنة روسيا وتركيا على الملف الليبي وخسارة هذه الدول لنفوذها في ليبيا.

وأوضح الكبير أن نجاح روسيا وتركيا في تحقيق وقف إطلاق النار، والإشراف على جهود الحل السياسي سيسحب البساط من تحت مؤتمر برلين.

محاصر سياسيا

أما الكاتب علي أبوزيد فيرى أن حفتر وجد نفسه محاصرا سياسيا وأدرك أن تثبيت وقف إطلاق النار يعني الإخراج البطيء له من المشهد.

وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن حفتر لا يملك إلا مشروع القتل والتدمير وهو يقتات عليه، واستمرار الصراع هو الضامن الوحيد لبقائه؛ لذلك اختار الخيار الدموي.

وأكد أبوزيد أن داعمي حفتر لا يزالون يحرضونه على الاستمرار في هذا النهج لعلهم يقلصون الدور التركي الذي سبقهم بخطوات كبيرة في الملف الليبي.

مشروع منتهٍ

عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس أكد أن حفتر قد أنهى مشروعه برفضه التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو، وقد خسر حليفا يمكنه أن يغير الموازين السياسية والعسكرية لصالح حكومة الوفاق.

وأضاف كرموس، في تصريح للرائد، أن الدبلوماسية التركية نجحت في إدخال روسيا في الأزمة الليبية بشكل مباشر وصريح وبمباركة أمريكية، مبينًا أن هذه الدبلوماسية أحرجت روسيا بموقف حفتر الرافض لوقف إطلاق النار، وفق قوله.

إرباك المشهد السياسي

وقال عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، إن مغادرة حفتر طاولة المفاوضات دون التوقيع يعني استمراره في نهج إرباك المشهد السياسي وتعقيد الأمور أكثر.

وأوضح الشاطر، في تصريح للرائد، أن هذا السيناريو شبيه بما حدث في الاتفاق السياسي حين طلب عقيلة توسيع عضوية المجلس الرئاسي ثم طالب بعدها بتقليصه فاعترض حفتر آنذاك على اعتبار أن شاغري المناصب السيادية في حكم انتهاء ولايتهم وعلى مجلسي الدولة والنواب إعادة تعيين شاغرين جدد، مضيفا أن هذا هو ما يحدث الآن في موسكو فحفتر يسعى لإملاء شروطه.

وأكد الشاطر أننا سنرى تواصل المعارك وسفك الدماء وتدمير الأملاك واستمرار نزوح المواطنين، بعد إفشال حفتر لملتقى موسكو وتثبيت وقف إطلاق النار.

فهل تشهد الساعات القادمة مزيدا من الضغوط على حفتر لإجباره على التوقيع أم أن الدول الداعمة له ستسمر في نهجها العدائي؟ وما رد الحليف التركي في حال اخترقت عناصر حفتر الهدنة؟

أُترك رد

كُتب بواسطة محمد الغرياني

Exit mobile version