أحرج الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” خليفة حفتر ومعسكره بعد طرحه من العاصمة التركية أنقرة رفقة نظيره التركي رجب طيب أردوغان ـ مبادرةً لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار السياسي.
المبادرة ضيّقت الخناق على خيار حفتر العسكري الذي طالما تشبث به ضاربا بالحلول السياسية عرض الحائط، ومتمسكًا بخيار البندقية رغم فشله في إمساكها بالطريقة التي تمكنه من السيطرة على طرابلس.
ترحيب متناقض
في بيان مقتضب مليء بالتناقضات في دلالة على سوء الوضع الذي فرضته موسكو على حفتر ـ خرج المسماري الناطق باسمه مرحبًا بالمبادرة التي تدعو إلى إحلال السلام ووقف إطلاق النار.
المسماري ضرب بشعاراته المتكررة عرض الحائط التي لم ينفك يرددها طوال الأشهر التسع الماضية؛ والرامية لفرض الرأي بقوة السلاح وعدم الحوار مع من أسماهم حسب تصنيفه بـ “الجماعات الإرهابية”، ثم هو في بيانه يؤكد بشكل مفاجئ محاربة الجماعات التي صنفها مجلس الأمن إرهابية!
ترحيب النائب الأول لعقيلة صالح
من جهته، أعلن النائب الأول لرئيس مجلس نواب طبرق فوزي النويري، ترحيبه بالمبادرة الروسية – التركية الداعية لوقف إطلاق النار في طرابلس، مطالبا بأن تكون حجر أساس لحوار ليبي ـ ليبي.
النويري أعلن، في بيان رسمي، تأييده للمبادرة الروسية التركية، وجميع المبادرات التي تهدف إلى حقن دماء الليبيين، وإيجاد السبل الناجعة لإخراج ليبيا من أزمتها، مشددًا على ضرورة أن تهدف المبادرة لحقن الدماء، والتمهيد لمشروع سياسي يفضي لبناء دولة المؤسسات والقانون.
إعلام حفتر ومناصروه حاولوا بعد بيان المسماري تصوير الترحيب على أنه غير جدير بالاهتمام طالما تضمن الحديث عن استمرار القتال؛ إلا أن هذه المحاولات قد تعرقلها الكلمات الواضحة والصريحة التي أعلنها “بوتين” الداعم الأقوى من بين الداعمين لحفتر التي دعا فيها جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية بدءا من 12 من يناير الجاري.