in

مراقبون: مبادرة وقف إطلاق النار تجبر حفتر على القبول بحل سياسي

بعد ظهور الناطق باسم حفتر أحمد المسماري، في بيان أمس، يرحب فيه بالمبادرة الروسية التركية بوقف إطلاق النار في طرابلس يوم 12 يناير، وبغض النظر عن تجاهل المسماري لذكر الطرف التركي في المبادرة إلا أن اللافت في هذا البيان هو صياغته المبهمَة، بحسب مراقبين، فلا تستطيع أن تجزم يقينا بموقف حفتر إلا بشواهد قد لا يتفق عليها كثيرون، مثل حصره في البيان المجموعات الإرهابية بالتي صنفها قرار مجلس الأمن، والحديث عن حلّ المليشيات بعد أن كان الحديث عن القضاء عليها.

لا سبيل إلا الإذعان

الكاتب عبد الله الكبير قال إنه ليس أمام خليفة حفتر إلا الإذعان للمبادرة الروسية التركية إذ إن قراره العسكري والسياسي بات في يد روسيا.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن بيان حفتر أمس شمل موافقة ضمنية على المبادرة الروسية التركية، وذكر أنه مستمر في محاربة الإرهاب وفقا لما حدده مجلس الأمن، وهو ما يعني ضمنًا أنه سيرضخ للقرارات الدولية.

وتابع الكبير أن وقف الحرب بالنسبة لحفتر يعني فشل مشروعه في حكم ليبيا منفردا، وقبوله بوقف الهجوم على طرابلس هو شبيه بتجرعه السم بيديه.

حفتر ما زال يتذرع بالإرهاب

أما الكاتب علي أبوزيد فيرى أن حفتر مصرّ على التذرع بدعوى الإرهاب لمواصلة نهجه العسكري مع أنها أصبحت لا تلقى أي صدىً حتى عند داعميه.

وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن حفتر يعاني حالة إفلاس من الأدوات السياسية، فحتى داعموه أصبحوا عاجزين عن تقديم أي دعم سياسي لإخراجه من هذه العزلة.

وأكد أبوزيد أن بيان حفتر أمس يعكس حالة التخبط نتيجة عزلته، ويمكن تفسير هذا البيان بأنه توسّل للروس كي لا يتخلو عنه.


ثلاثة خيارات

من جانبه قال الكاتب محمد بويصير “إننا لا نجتاج إلا للانتظار لنرى أي الخيارات سوف يختارها حفتر بعد بيان تركيا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار”.

وأضاف بويصير، عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، أن لدى حفتر ثلاثة خيارات لا رابع لها، أولها أن يرفض وقف إطلاق النار، وثانيها أن يحثه داعموه على قبول وقف إطلاق النار، وثالثها أن يعطوا حفتر حرية الاختيار وهو ما يعني أنهم قد تخلوا عن مشروعه.

وتابع بويصير “أتمنى أن يكون تفكيك المسرح في مشهد النهاية سلميا ومتمدينا، وأن نضع هذا الشخص “خليفه حفتر “ومشروعه الدموي في ملف أسود”.

ولعل أغلب المراقبين قد اتفقوا على عدم مقدرة حفتر على معارضة حليفه الأكبر في هذه العدوان أو الالتفاف على اتفاقه مع أردوغان على إيقاف النار، واكتفاء حفتر بتأكيد مواصلة عملياته العسكرية ضد ما أسماها جماعات الإرهاب المصنفة بقرار مجلس الأمن ما هو إلا محاولة لحفظ ماء وجهه وعدم الظهور بمظهر التابع لروسيا.

بعد تشبثه بالبندقية 9 أشهر…معسكر الكرامة يرضخ ويرحب بالمبادرة التركية الروسية

مدفعية الجيش تدك عناصر حفتر جنوب طرابلس