in

خطاب حفتر الأخير، إفلاس واستجداء لجلب المزيد من الدخلاء لليبيا

في خطاب يائس بلا معنى أو هدف خرج حفتر متوعدا ومهددا كعادته بتدمير العاصمة واقتحامها، داعيًا هذه المرة إلى الجهاد ضد ما أسماه الغزو التركي لليبيا

ورأى كثير من السياسيين والمحللين والمتابعين للمشهد، أن خطاب حفتر أمس ما هو إلا محاولة يائسة لبعث الأمل في صفوف مقاتليه المنهكة من طول الحرب واتساع أمدها

ويرى هؤلاء المتابعون أنه لا معنى من خروج حفتر واستنجاده بالشعوب العربية وجيوشها وحكامها، ودعوة أنصاره إلى الاستعداد للمعركة الحاسمة ـ إلا المزيد من الضحك على الذقون واستغفال العقول الخاوية

فقدان التوازن

المحلل العسكري عادل عبد الكافي رأى أن حفتر يعيش حالة فقدان التوازن وعدم التصديق بعد توقيع لوفاق للاتفاقية الأمنية والعسكرية مع تركيا، وقد استنفد جميع أوراقه، ويعدّ هذا الخطاب محاولة يائسة منه لحشد أنصاره باستعمال الخطاب الديني والحديث عن الجهاد الواجب على كل الليبيين حتى النساء

وأضاف عبد الكافي، في تصريح للرائد، أن تجنيد النساء بدأ فعليًّا تحت إشراف الضابطة مرعية الفرجاني بالتعاون مع ناشطتين أخريين، بعد أن زج بكل عناصره الذين أغراهم بالمال والوعود والمناصب في حال حكمه لطرابلس

وأكد عبد الكافي أن حفتر لم يعُد لديه المزيد من العناصر لتحقيق أحلامه بالانتصار العسكري بعد فشل ميلشياته في تحقيق أي نصر عسكري وتلقيه خسائر متوالية على الرغم من استعانته بمرتزقة روس وسودانيين

كلام المفلسين

أمّا عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، فوصف خطاب حفتر بـ “كلام المفلسين” الذين ليس لديهم حجة منطقية أو قانونية يدافعون بها عن موقفهم وآرائهم

وأكد كرموس، في تصريح للرائد، أن الدولة الليبية تعاملت مع تركيا بموجب اتفاق معلن وصريح يحافظ على سيادتها ويحقق مصالحها

وبيّن كرموس أنه كان على حفتر عدم طلب النجدة من الدول العربية؛ لأن فشل هذه الدول في مناصرته سياسيا بخذلانه في الجامعة العربية ـ مؤشرٌ واضحٌ على أنها غير قادرة إلا على دعمه في السر وبالمرتزقة فحسب، وفق قوله

خطاب كلاسيكي

ومن جانب آخر، يرى الكاتب الليبي عبد الله الكبير أن خطاب حفتر خطابٌ كلاسيكيٌّ يعود إلى حقبة خلت، ولا جديد فيه سوى محاولة التحشيد حول فكرة الغزو التركي

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن حفتر مصرٌّ على المضي في مساره التدميري من دون أي خطة للتراجع، وإفساح الطريق للشعب المنهك ليقرر مصيره ومستقبله بعيدًا عن الحرب والخراب والتدخل الخارجي، حسب تعبيره

وتابع الكبير أن هذا الخطاب من حفتر يؤكد أن الصراع معه لن ينتهي إلا بهزيمته ودحره تماما؛ فهو وأنصاره نقيض لما يريده أحرار الوطن من استئصال الطغيان وحكم الفرد وتأسيس البديل الديمقراطي، حسب قوله

وقد جاء هذا الخطاب من خليفة حفتر بعد إعلانه ساعة الصفر لدخول العاصمة التي كان من المفترض أن تكون قد آتت أكلها وأصبح يسيطر فعليا على طرابلس لكن شيئا من هذا كله لم يحدث، فما الذي يعنيه استمرار حفتر وآلته الإعلامية في الحديث عن التحشيد والمعركة والغزاة دون أي نتائج ملموسة على الأرض إلا المزيد من الضحايا في صفوف قواته؟!

حفتر يدعو النساء إلى القتال لدعم عدوانه على طرابلس

دبرز: مجلس النواب الشرعي في طرابلس، وكتلة عقيلة صالح لا تمثل إلا نفسها