بعد ثلاثة أعوام من تحرير مدينة سرت من براثن تنظيم الدولة الإرهابي على يد أبطال قوات البنيان المرصوص، التي دفعت ثمنها قرابة 700 شهيد، وآلاف الجرحى الذين لا يزالون يعانون من آثار تلك الحرب.
أسس فاقدو الأطراف من مقاتلي عملية البنيان المرصوص جمعية؛ للاهتمام بشؤونهم ويوصلون عبرها أصواتهم ومطالبهم؛ من أجل توفر احتياجاتهم.
رئيس مجلس إدارة جمعية البنيان لذوي الهمم “إبراهيم القنيدي” اطلع الرائد على جهود الجمعية التي تأسست في الثاني عشر من أكتوبر من العام 2017 للدفاع عن فئة فاقدي الأطراف باعتبارها مهمشة، رغم تضحيات أفرادها في تخليص واحدة من أكبر المدن الليبية من الإرهاب.
إبراهيم الذي كان يعمل شرطيا، وفقد ساقيه في معركة تحرير قاعدة القرضابية جنوبي سرت طالب الدولة بدعم أكبر للجمعية، مضيفا أن عمملية حصر جميع منتسبي الجمعية، لم يكتمل بعد، مبينا “أن عدد المسجلين فيها حاليا بلغ 230 جريحاً من 24 مدينة ليبية شاركت في معركة اجتثاث تنظيم الدولة .
وتتربع الجمعية على مساحة لا تتجاوز 150 متر مربع، وتضم مقرا إداريا ومخزنا، وتتخذ من مبنى بسوق تجاري مقراً لها، وفي أحد مداخلها علقت لافتة مكتوب عليها 5 مايو تاريخ انطلاق عملية البنيان المرصوص، وفي 16 ديسمبر انتصر البنيان، بعد فقد 774 شهيد و4700 جريح .
يقول الجريح “محمد علي أبريك” في تصريح للرائد إن ثمن المعركة التي دفعها أبطال البنيان لم يكن سهلاً أبدا.
وفقد “أبريك “ذو الأربعين ربيعا ثمانية من مرافقه في إحدى معارك الحي رقم (1) إثر عملية قام فيها انتحاري بتفجير نفسه على مقربة منهم، خسر فيه مرفق يده اليسرى وتعطلت مشط ذات اليد.
“أبريك” أكد في حديثه مع الرائد أن مساعيهم لا تتوقف من أجل توفير احتياجاتهم في الجمعية، إلا أنه اشتكى من وجود تعقيدات في الحصول على العلاج حالياً.
ويجد محدثنا في الجمعية متنفسا له بعد أن تعذر عليه العمل بكسّارته، وجعلت إصابته دوره فيها مشرفاً على العاملين بها فقط.
يتفق “وليد الهادي فكرون” مع حديث سابقيه، لتأكيده أن الجمعية نجحت بالفعل في توفير احتياجاتهم، والضغط على الدولة من أجل ذلك.
وفقد “فكرون” الذي كان يعمل رئيس عرفاء بالجيش الليبي عينه اليمنى والبنكرياس إثر انفجار لغم أرضي في معارك تحرير الحي الصناعي بسرت، وقال “إصابتي حرمتني من العودة للجيش، عجزي بلغ 67%.
واعتبر فكرون في حديثه مع مراسل الرائد أن إصاباتهم لا يمكن إلا أن تكون وسام شرف لهم، معرباً عن أمله ورفاقه في أن تقف الدولة معهم، مضيفا أن “مشاركته ورفاقه في معركة تحرير سرت من تنظيم الدولة كانت من أجل نصرة الدين”
ولا يخفي منتسبو الجمعية حصولهم على مساعدات من غرفة عمليات البنيان المرصوص وصندوق التضامن الاجتماعي، مشيرين إلى أنهم تحصلوا على قطعة أرض سيدشنون فيها مقرا للجمعية تحتوي على كل المرافق الخاصة بهم فور توفر الدعم لهم. وفيما ينتظر منتسبو الجمعية تقديم الدولة الدعم الكافي لهم، فإنهم لن يرضوا إلا بمناداتهم بذوي الهمم، وأن ما فقدوه من أطراف لا يمكن أن يكون وصماً لهم.