تحاول القنوات الإعلامية الداعمة لحفتر تضليل الرأي العام من خلال التلاعب بالمصطلحات تارة، وتارة أخرى من خلال إضافة ما يتماشى مع رؤيتها ضاربة بعرض الحائط عصر التكنولوجيا الذي يتيح للجميع الوصول لمصدر أي خبر عالمي في أي مكان كان في دقائق.
المرصد والحدث وغيرها من الأذرع الإعلامية حاولت تزييف بعض التصريحات الصادرة عن نواب من الاتحاد الأوروبي حول الاتفاقية الموقعة بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الحدث تناقض شعارها وتفوّت اللحظة
قناة ليبيا الحدث الصادر بحقها بيان من أكثر من 33 نائبا ببرلمان طبرق بسبب ما وصفوه “بكذب القناة وتضليل الرأي العام” نقلت عن أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي تصريحاً حول الاتفاقية الموقعة بين أنقرة وطرابلس.
تصريح النائب حولته الحدث لما يناسب رؤيتها وجعلته صادرا عن الاتحاد الأوروبي حيث كتبت عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فقالت: الاتحاد الأوروبي يقول إن حكومة الصخيرات لم تحصل على دعم البرلمان الليبي، وطبقا لذلك فإن الاتفاقية مرفوضة وحكومة الصخيرات انتهت منذ فترة من الزمن.
الحدث لم تلحق باللحظة كما هو شعارها فتجاوزت تصريحات الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الجديد، جوزف بوريل واختارت ما يناسب رؤيتها ويحقق أهدافها المضللة للرأي العام للحفاظ على معنويات مناصري حفتر ومتتبعيها.
ماذا رصدت المرصد؟
صحيفة المرصد بدورها الذراع الإعلامي لحفتر، حاولت أن يكون تضليلها مختلفا قليلاً عن الحدث فاستعانت بفيديو يظهر فيه نائب رافض للاتفاقية يتواجد خلفه شعار الاتحاد الأوروبي.
بعيداً عن الجهد الذي بذلته المرصد في تضليل المشاهد بصرياً؛ فإن ما نشرته الصحيفة بعيداً كل البعد عن نواب الاتحاد الأوروبي ولا يمثل إلا نائبا واحدا الذي اعتبر أن حكومة الوفاق لم تحظ بثقة البرلمان الليبي ومدتها وفقًا للاتفاق السياسي قد انتهت منذ فترة.
المرصد هي الأخرى وقعت في نفس الخطأ الذي وقعت فيه ليبيا الحدث فكلاهما لم ينشر كلمة الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الجديد، جوزف بوريل.
ما الذي قاله بوريل وتجاوزته الحدث والمرصد؟!
خلال حديثه للصحفيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين، عقب انتهاء اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أدلى الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل بتصريحات بخصوص مذكرة التفاهم بين أنقرة وطرابلس.
بوريل رداً على التساؤلات الموجهة له حول مدى قانونية المذكرة قال “أنا لم أقل إن المذكرة غير قانونية، بل أكدت أنها تثير لدينا القلق، ومن الضروري احترام كافة الدول القانون الدولي، ودوائر صنع القرار في أوروبا لا زالت بصدد دراسة وتحليل مضمون المذكرة”
منذ أن أعلنت طرابلس توقيع مذكرتي تفاهم مع أنقرة، حاولت الآلة الإعلامية للدول الداعمة لحفتر في الخارج والداخل أن تعمل على إجهاض الاتفاقية وتضليل الرأي العام بشعارات “الخيانة والتفريط في الوطن” إلا أن هذه الوسائل الإعلامية إن صح القول ناقضت نفسها بهذه الشعارات لا سيما بعد ورود العديد من الأخبار حول قدوم المرتزقة من كل حدب صوب وإدماجهم تحت مسمى “الجيش الوطني” في إهانة صارخة للمؤسسة العسكرية الليبية، إضافة لتوقيع الاتفاقيات المشبوهة وارتكاب تجاوزات قانونية من قبل حفتر وحاشيته الأمر الذي أعلنه الثني في مقطع فيديو مسجل، ما يزيل الشكوك حول وطنية ومصداقية الشعارات التي تستخدمها هذه الوسائل لتضليل الرأي العام.