عقب الإصرار الجانب الليبي وعزم التركي في المضي قدما في الاتفاقية الأمنية البحرية بينهما بدأت المواقف الدولية تدعم سيادة الدولتين وحقهما في عقد الاتفاقيات المشتركة رغم معارضة اليونان وقبرص.
وعن المواقف الإيجابية الدولية على هذه الاتفاقية أكد الرئيس التركي رجب أردوغان في تصريحات صحفية بأن بلاده مستعدة لمزيد من الدعم العسكري في حال طلبت حكومة الوفاق ذلك، وصرح بأنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتباحث في الملف الليبي وتسوية الأزمة الليبية، فهل ينجح أردوغان في التأثير على الموقف الروسي الداعم لحفتر؟
قد توثر
الباحث والخبير السياسي محمد بويصير قال، إن الدوائر الدولية تنتظر عملية عسكرية قد تعلنها تركيا خلال الأيام القادمة، بعد تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان، خاصة وأن هذه التصريحات سبقها تحرك سياسي متعلق بإبداء النية في التفاهم مع كافة الأطراف وخاصة مع الطرف الروسي بما يخرجه من المعادلة العسكرية مقابل حصة اقتصادية في عمليات إعادة الإعمار بالاتفاق مع حكومة الوفاق.
وأضاف بويصير في تصريح للرائد أن تصريحات أردوغان قد تجعل حفتر من “الفتح المبين “إلى “كيفية الخروج من المأزق”، بعد ان
استفادت تركيا من عنصرين أساسيين في الموقف الدولي تجاه ليبيا، العجز عن تحقيق أي تقدم في الملف السياسي، والانزعاج الأمريكي البريطاني من التسرب الروسي إلى هذا البلد.
احتمالية التأثير
ومن جانبه رأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أن احتمالية ان يوفق أردوغان في إقناع الروس بتخفيف دعمهم لحفتر قائمة، باعتبار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يثق في أردوغان وبينهما تحالفات متعددة وتعاون في عدة قضايا.
وأشار الكبير في تصريح للرائد أنه إذا ما قررت روسيا المضي في التوغل بليبيا حينها سيصبح الأمر لن يتجاوز التنسيق بينهما في عدم اصطدام أو تعارض المصالح.
عقلية واحدة
ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي علي أبوزيد، أن الأتراك يفهمون جيداً العقلية الروسية وما الذي تريده في المنطقة، لذلك من المرجح أن يلعب الرئيس التركي أردوغان دور ترميم للعلاقات الليبية الروسية التي تصدّعت منذ انهيار نظام القذافي.
وبيّن أبوزيد في تصرح للرائد أن التنسيق بين أنقرة وطرابلس الآن في أعلى مستوياته، ما يجعل لقاء بوتن وأردوغان مهم جداً لأنه يأتي قبل انعقاد مؤتمر برلين مما سيقوي الحضور التركي الداعم لحكومة الوفاق.
العملية السياسية في ليبيا والوضع العسكري المعلق في الخارج والداخل رغم تقدمات قوات الجيش على عناصر حفتر يظلان في حالة انتظار لمؤتمر برلين ولقاء أردوغان وبوتن لوضع حلول نهائية إما بحل سياسي أو عسكري يرجح كفة الوفاق بعد الدعم التركي المعلن لها.