بدأ إخصائيا أمراض جلدية وأحياء دقيقة يتبعان مركز مصراته الطبي اليوم الثلاثاء في برنامج تدريبي لرفع قدرات 17 ممرضاً وممرضة يعملون بمستشفى تاورغاء العام؛ من أجل تقديم العلاج لمرضى الليشمانيا الذين يترددون على المستشفى بأعداد كبيرة .
إخصائي أمراض الجلدية “علي الحسوني” قال، إن تدريب العناصر الطبية المساعدة تضمن معلومات عن تاريخ المرض في ليبيا، وطرق تشخيصه والوقاية منه، إضافة إلى كيفية إعطاء الحقن العلاجية.
وأوضح “الحسوني” للرائد أن ما شجعهم على المشاركة في إقامة التدريب هو تزايد معدلات المصابين المرض، وعدم توفر العدد الكافي من الكوادر الطبية، وفق قوله.
وتعد “الليشمانيا الجلدية” أحد الأمراض المتوطنة منذ عشرات السنين في شمال غربي ليبيا، وينتقل إلى جسم الإنسان بواسطة حشرة ناقلة تسمى “دبابة الرمل.”
وفي حديثٍ للرائد أكد اختصاصي الأحياء الدقيقة “أحمد أبو ليفة” أنه ركز خلال الدورة التدريبية عن الحقن الآمن والتحوطات الواجب اتخاذها عند الحقن والخطوات الرئيسية للعلاج؛ لمنع انتقال العدوى .
وبمبنى متنقل مؤقت يمثل “مستشفي تاورغاء العام” اكتظت أحد غرفه بأعداد المتدربين الذين قالوا، إن التحاقهم بالتدريب كان من أجل خدمة مدينتهم والمساهمة في علاج إخوتهم وجيرانهم من المرضى.
إذ أفاد المتدرب “أسامة ميلاد عليان” باستفادته من التدريب، مضيفاً أنه سيسخر وقته وجهده في علاج المصابين الذين يترددون على المستشفى وفيما أعربت المتدربة “الساكتة فرج إبراهيم” عن سرورها بالتدريب وقالت “الآن باستطاعتي تقديم شيء”، أكدت زميلتها المتدربة “ندى الجروشي علي” أن اكبر سعادة يتحصل عليها الإنسان تكون بعد تخفيفه معاناة الآخرين، مضيفة قولها “مهنتنا إنسانية قبل أن تكون طبية”
حديث المتدربتان عززه المواطن “محمود فرج أبو القاسم” ذو الستين عاماً، الذي أصيب بالمرض على مستوى يديه ورجليه، قوله “هذه الخطوة كنا نتأملها منذ مدة، فالمرض مستفحل والأعداد في تزايد” ولا يخفي “بدر الدين مخلوف” وهو ممرض بمستشفى تاورغاء العام منذ العام 2004م حاجتهم إلى كثير من المستلزمات والأدوية وكذا حاجتهم لاستكمال صيانة مستشفى المدينة الوحيد، حيث تحتاج بعض الحالات المترددة إلى إيواء .
وكان مدير مستشفي تاورغاء العام الدكتور “محمد غويلة” قد وجه نداء إلى كل الأطباء من مختلف المدن والمناطق الليبية؛ لمد يد العون ومشاركتهم في علاج المرض الذي استفحل في المدينة.
إلا أن الاستجابة للنداء لم تكن بالقدر الكافي، حيث لم يحضر العدد المأمول، حسب حديث “غويلة” لشبكة الرائد الإعلامية اليوم الثلاثاء، مضيفاً أن من تم تدريبهم من الممرضين سيوفرون عليه الجهد والوقت في إعطاء الحقن، لكنهم لن يحلوا محله باعتباره الطبيب الوحيد في المستشفى والمدينة.
ويعاني أهالي تاورغاء من تفشي داء الليشمانيا وزيادة عدد المصابين به، وسط مطالبات بضرورة الاهتمام بالمكافحة البيئية وعلاج مشكلة مياه الصرف الصحي.
وسجلت ليبيا 10 آلاف إصابة بالداء خلال العام الماضي، بحسب تصريحات أدلى بها مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور “بدر الدين النجار” لوسائل الإعلام في وقت سابق.