in

بعد انكساره على أسوار طرابلس…حفتر يلمح للخيار السياسي!

خلال لقائه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أكد حفتر ضرورة إيجاد سلطة شرعية يرتضيها الشعب الليبي وترتكز على أساس دستوري، مبديًا بشكل غير مباشر قبوله بالحل السياسي.

حفتر الذي لا يؤمن إلا بالحل العسكري يبدو أنه سيتراجع عنه هذه المرة مُجبَرًا، خاصة بعد فشل عدوانه على طرابلس الذي رمى فيها بجميع أوراقه من أجل اختراق الجدار الذي شكلته قوات الجيش لحماية المدينة.

فشل الخيار العسكري

قال الكاتب والمحلل السياسي محمد غميم، إن قبول حفتر للتسوية السياسية دليل واضح على اقتناعه بفشل الخيار العسكري على الرغم من استعانته بكل الأوراق التي يملكها، لكنه حرقها وباع نفسه لكل من أراد أن يجنده عميلا للوصول إلى الكرسي.

وأضاف غميم، في تصريح للرائد، أنه بعد استعانة حفتر بالمرتزقة الروس لاحظنا أن الولايات المتحدة عن طريق وسائلها الإعلامية أصبحت ترصد وتوضح هذه الاشكالية، خاصة أنهم وجهوا ضربات لهذه الأرتال والمجموعات.

وأشار غميم إلى أن إعلان حفتر قبول الحل السياسي يتزامن مع زيارة وزير الداخلية فتحي باشاغا لواشنطن بدعوة من منها، وهو ما يعطي صورة واضحة عن أن الأمريكان أصبحوا يتحركون بجدية وفاعلية أكبر من قبل للحيلولة دون لعب الدول الصغرى القزمية في الملف الليبي وهي الإمارات والسعودية ومصر، وهنا تستطيع واشنطن أن تضع النقاط الأولى للحروف في محاولة لترتيب الأولويات لاستقبال مؤتمر برلين، حسب رأيه.

نهاية حلم السيطرة

ورأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير، من جهته، أن قبول حفتر بالتسوية السياسية هو اعتراف ضمني بالفشل العسكري ونهاية لحلم السيطرة على السلطة بالقوة.

وقال الكبير، في تصريح للرائد، إن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات جدية في الملف الليبي، إذ لم يعُد حفتر ضمن حساباتها، خاصة بعد التطورات الأخيرة، وأهمها استعانة حفتر بالمرتزقة الروس، وهو أمر مقلق لأمريكا.

مناورة سياسية

ورأى الكاتب علي أبوزيد أن تصريحات حفتر لا يمكن أخدها على محمل الصدق، فحفتر أبعد ما يكون من القبول بالتسوية السياسية والرضا بها، والدليل على ذلك الحرب على طرابلس اليوم،

وقال أبوزيد، في تصريح للرائد، أن هذه التصريحات تعد مناورة سياسية وإيحاء بأنه في سياق المجهودات الدولية التي بدأت تضغط في اتجاه تفعيل العملية السياسية، وفق قوله .

وأضاف أبوزيد أن هذا “الارتخاء والليونة” من حفتر في التصريح جاء؛ نتيجة للتطورات الأخيرة على الساحة الدولية، ومنها التوافق بين ألمانيا وواشنطن، وكذلك زيارة باشاغا لواشنطن وهي الثانية منذ توليه منصب وزير الداخلية ما يجعل حفتر في حالة خطر إذا ما تولت واشنطن زمام الملف الليبي بعد الحملة الإعلامية الكبيرة في واشنطن حول التدخل الروسي العسكري في ليبيا والذي وجد صداها في أروقة صنع القرار الأمريكي.

وفي ظل اقتراب موعد مؤتمر برلين حول الملف الليبي الذي صرح سلامة بأن هدفه توحيد الرؤية الدولية حول ليبيا بعد الانقسام بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فهل نرى تسوية سياسية حقيقية في ليبيا تستند على دستور وانتخابات نزيهة أم أنها مجرد شراء للوقت بعد وقوع حفتر وقواته في مستنقع العاصمة.

السراج ومؤسسة الاستثمار يبحثان إستراتيجية الحوكمة وإقفال الميزانيات

حملة واسعة في الصحف الأمريكية ضد النفوذ الروسي في ليبيا