في كل دعوة مصرية بزعم إيجاد حل للأزمة الليبية ـ يتهافت نواب طبرق دون غيرهم لإجابة الدعوة؛ لكون مصر داعمة لمشروع الحرب على طرابلس الذي باركه هؤلاء النواب.
هذه الدعوة المصرية قابلتها ردود فعل محلية رافضة لها باعتبار أن مصر دولة غير محايدة وتدعم مشروع الهيمنة العسكرية الذي يقوده حفتر.
مصر ليست محايدة
مجلس النواب أكد أنه لن يشارك في لقاء القاهرة باعتبار أن مصر لم تكن طرفا محايدا في الحرب على المناطق الرافضة للهيمنة العسكرية.
وأعلن النواب أن انحياز مصر يفقدها الأهلية في الوقت الراهن لتبني أي مبادرة لحل الأزمة الليبية ما لم تتراجع عن مواقفها السابقة وتوقف دعمها للحرب على طرابلس، مؤكدين أنهم يرحبون بأي مبادرة سياسية من شأنها جمع الفرقاء الليبية تحت رعاية ليبية أو تبنيها من قبل طرف نزية ومحايد.
النتائج لصالح حفتر
وأكد عضو مجلس النواب عن بنغازي سعد الجازوي، أن المخرجات التي ستنتج عن اجتماعات بعض النواب بمصر ستكون في صالح حفتر الذي تدعمه القاهرة في عدوانه على طرابلس.
وقال الجازوي، في تصريح للرائد، إن اجتماع النواب الذين يمثلون إرادة الأمة الليبية خارج ليبيا هو رسالة غير صحيحة يمكن توظيفها سياسيا من القوى المتصارعة على البلاد في توجيه القرارات في اتجاه معين.
الحضور لا يتجاوز الـ50
أما عضو مجلس النواب عن مصراتة محمد الرعيض فعدّ اجتماع مصر مخالفا لكل القوانين الليبية والدولية، لافتا إلى أن هذا الاجتماع حضرته المخابرات المصرية وهو ما يجعله بعيدا كل البعد عن الديمقراطية وعن مصلحة ليبيا.
وأضاف الرعيض، في تصريحات صحفية، أن هذا الاجتماع جاء في وقت غير مناسب أرادت به مصر خطف رأي مجلس النواب والسيطرة عليه بادعائها أنها جمعت نحو 90 نائبا، وكأنها ترسل رسالة بأنها تحصلت على النصاب القانوني لإعطائهم الشرعية مجددا، مشيرا إلى أن عدد النواب الحاضرين لا يتجاوز الـ 50 نائبا.
داعمو حفتر انكشفوا
في السياق ذاته، أكد رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، أن ليبيا لم ولن تكون يومًا مصدر خطر على الجارة مصر، مضيفًا أن الطرف المعتدي ومشروعه الانقلابي وداعميه قد انكشفوا للجميع، ومن لم يفهم ذلك فهو شريك معه.
وقال صوان، على صفحته الشخصية، إن تنفيذ الاتفاق السياسي هو السبيل الوحيد لإرجاع الهيبة والدور الحقيقي لمجلس النواب لتنفيذ كافة الاستحقاقات السياسية المناطة به، مشيرا إلى أن مجلس النواب هو المسؤول الأول عمّا يحدث من ضياع وتمزيق للوطن.
مستمرون في العناد وبالعودة إلى آراء النواب
رأى عضو المجلس عن مدينة الزنتان عمر غيث، أن هؤلاء النواب مستمرون في عنادهم وشرخهم للنسيج الاجتماعي في ليبيا في وقت تحصد الحرب فيه الأرواح، وتبث الدمار والخراب، مشيرا إلى أن بيان النواب المجتمعين في القاهرة لم يُشِر إلى وقف الحرب على طرابلس.
وأضاف غيث، في تصريحات صحفية، أن اجتماع عدد من النواب في القاهرة يأتي للتشويش على مؤتمر برلين المزمع عقده المدة القادمة، وعلى أي حل يلوح في الأفق لليبيين للخروج من هذه الأزمة، مبينًا أن مجلس النواب في طرابلس أكد، في بيانه، أن مصر طرف في المشكلة الليبية، وهي منحازة إلى جهة معينة، ولا يمكن أن تكون محايدة.
وأشار غيث إلى أن مجلس النواب كان يجهز لإنشاء لجنة مختصة بالملتقى الوطني الجامع الذي كان سيعقد في أبريل الماضي، قبل أن يفاجأ بالعملية العسكرية على طرابلس، مؤكدا أن النواب لم يكن لديهم علم مطلقا بهذه العملية، وهذا ما جعلهم يعقدون جلساتهم من العاصمة طرابلس رفضا لهذه العملية العسكرية.
ولا تزال مصر تحلم بدور المنقذ في الملف الليبي من خلال فرض هيمنتها وإعادة تجربتها الانقلابية على مدنية الدولة في ليبيا، وهو ما جعلها تعاود الكرة مرة أخرى بعقد اجتماع للنواب طامحة بتغيير أهداف مؤتمر برلين القادم وتوجيهها لصالحها.