Menu
in

تقصير البعثة في أداء مهامها يعرضها لنقد واسع من أطراف عدة

تواجه البعثة الأممية، ورئيسها غسان سلامة، انتقادات لاذعة منذ بدء حفتر عدوانه على العاصمة طرابلس، بحجة تقصيرها في تنفيذ المهام المناطة بها في حماية المدنيين والمرافق الحيوية، ودعم شرعية الوفاق، والتفريق بين المعتدي والمعتدى عليه.

هذا النقد تفاقم بعد إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة الأخيرة أمام مجلس الأمن التي وصفت بالمنحازة إلى حفتر، وازداد حدة بعد صمته عن قصف عناصر وطيران حفتر بطريقة ممنهجة للمطارات المدنية مما أدى إلى إيقاف الملاحة الجوية مرات عدة.

المطالبة بموقف واضح

فالمجلس الرئاسي طالب البعثة الأممية بالإيفاء بالتزاماتها، وتسمية الأمور بأسمائها بدلا من موقف الحياد السلبي والمجاملة السياسية، مُدينًا استهداف عناصر حفتر للمطارات المدنية.

وحمّل الرئاسي بعثة الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن سلامة المدنيين بعد مواصله المعتدي لارتكاب جرائم الحرب يوميًّا، مضيفا أن حفتر تيقن أن بيانات المجتمع الدولي مجرد حبر على ورق.

وأكد الرئاسي عدم وجود أي مبرر لصمت المجتمع الدولي والبعثة الأممية، وهي مطّلعة على الانتهاكات التي تقوم بها عناصر حفتر أمام مرأى ومسمع العالم، والتي تعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني يستوجب الملاحقة والعقاب.

انتقاد الرئاسي سبقه نقد مراقبين ومتابعين للشأن الليبي وصفوا البعثة بأنها تعمل لصالح حفتر، وأنها لا تستطيع إدارة عملية وقف الصراع وحماية المدنيين والمرافق الحيوية.

مهام البعثة

وهنا يطرح سؤال حول آلية عمل البعثة في ليبيا، وهل من مهامها إيقاف الاعتداءات وحماية المدنيين وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان؟

الإجابة توجد في قائمة مهام البعثة التي نشرتها على موقعها الرسمي “عندما قام مجلس الأمن بتكليف البعثة، بما يتماشى تماماً مع مبادئ الملكية الوطنية، بممارسة الوساطة والمساعي الحميدة لدعم تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، وتعزيز الحكم الرشيد والأمن والترتيبات الأمنية لحكومة الوفاق الوطني والمراحل اللاحقة في عملية الانتقال الليبي”.

وأضاف موقع البعثة “يتوجب على البعثة، في إطار القيود التشغيلية والأمنية، تقديم الدعم للمؤسسات الليبية وتقديم الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية عند الطلب، ومن ضمن المهام التي تشملها الولاية، تم تكليف البعثة برصد أوضاع حقوق الإنسان ووضع تقارير بشأنها، وتقديم الدعم لتأمين الأسلحة ومكافحة انتشارها، وتنسيق المساعدة الإنسانية، وتقديم المشورة والمساعدة للجهود التي تقودها حكومة الوفاق الوطني بهدف إحلال الاستقرار في مناطق ما بعد النزاع”.

ولا تزال البعثة ـ مع تمريرها بعض الإدانات لاستهداف المدنيين وقصف مطار معيتيقة الدولي ـ محط نقد واسع من عدة أطراف، فهل ستستمر البعثة في الانحياز أو أنها ستتخذ موقفا واضحا مثلما طالبها به الرئاسي؟

أُترك رد

كُتب بواسطة محمد الغرياني

Exit mobile version