فشلت قوات حفتر في السيطرة على أي مواقع جديدة منذ إعلان قائد عملية الكرامة حربه على العاصمة بداية أبريل المنصرم.
هذا الفشل جعل قوات حفتر تتجه للقصف الجوي العشوائي لمواقع مختلفة على تخوم العاصمة، أبرزها استهدافه لمطار معيتيقة المدني مرات عديدة بهدف شلّ حركة الملاحة الجوية بالمطار.
قصف حفتر للمطار لم يستهدف مواقع عسكرية كما يزعم إعلامه، بل استهدف مواقع مدنية، حيث قصف أكثر من 15 مرة خلال الأشهر الأخيرة مع تنوع بين قصف جوي وقذائف وصواريخ غراد.
إلا أن المسؤولين في مطار معيتيقة سرعان ما يعلنون بعد كل قصف استئناف الرحلات بعد تعليقها، ما يحبط آمال حفتر في إيقاف حركة الملاحة الجوية نهائيا داخل المطار.
فشله بتوقيف الملاحة في مطار معيتيقة جعله يستهدف مطار زوارة المدني الذي يستخدم أكثر رحلاته لتسيير رحلات بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، مخلفا خسائر مادية بمعبر الطائرات.
الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري أعلن بعد استهداف مطار زوارة أنه قصف مستودعين داخل مطار زوارة كانا يُستخدمان من قبل طائرات تركية مُسيرة، مؤكدا أن مُقاتلات سلاح الجو تجنّبت ضرب المهبط وصالة الركاب بالمطار، وحرصت على عدم إصابتها بأي ضرر.
مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن قال، إن على حكومة الوفاق وقف استخدام مطار معيتيقة لأغراض عسكرية، ودعا قوات حفتر للكف عن قصفه، الأمر الذي نفته حكومة الوفاق جملة وتفصيلا، ودعت وزارة المواصلات لزيارة سلامة والاطلاع على مطار معيتيقة وخلوه من الثكنات والأسلحة العسكرية.
قصف مطار زوارة سيضع المبعوث الأممي في موقف محرج، إذ إن سلامة برّر قصف حفتر لمطار معيتيقة بأنه “يستخدم لأغراض عسكرية”، لكنه لن يستطيع تبرير قصف مطار زوارة؛ لأن المطار يستقبل طائرات البعثة الأممية منذ فترة.
وكان وكيل وزارة المواصلات هشام بوشكيوات أعلن بعد اتهام سلامة في إحاطته عن توقف الملاحة في مطار زوارة، داعيا المبعوث الأممي غسان سلامة وبعثته لاستخدام مطار معيتيقة أسوة بباقي الليبيين.
وطالب بوشكيوات سلامة بأن لا يكون سياسيا فيما يتعلق بأرواح المدنيين الذين يسافرون عبر مطار معيتيقة، نافيا وجود أي تنسيق مع المبعوث ونائبته لزيارة مطار معيتيقة، مجددا دعوته لهم بزيارة المطار.
على الرغم من الاستهداف المتكرر للمطار المدني، الذي يعد البوابه الرئيسة للتواصل مع العالم الخارجي لكافة الليبيين وخاصة هذه الأيام بتوديع واستقبال حجاج بيت الله الحرام يظل صمت البعثة لا مبرر له.
