Menu
in

خطاب حفتر .. توظيف للدين في التبرير للحرب والتحريض على القتل

حفتر يستخدم الدين لتبرير جرائمه يحاول حفتر استخدام آيات قرآنية ومسوغات دينية منذ بدء عملية الكرامة في 2014، مستغلاً إعلامه لتسويق تلك الشعارات غطاء لحربه التي يريد من خلالها أن يبرر لأي هجوم يشنه على أي منطقة في ليبيا.

وكانت البداية من مدينة بنغازي التي وصف التيارات فيها عند بداية عملية الكرامة بالخوارج، مستغلاً حالة الإنفلات الأمني وظاهرة الاغتيالات التي شهدتها المدينة آنذاك، التي لم تكن إلا مخططاً ستظهر حقيقته في وقت ما.

ثم استغل سيطرة تنظيم الدولة على بعض أجزاء مدينة درنة؛ لتبرير جرائمه في بنغازي وما يقوم به أعوانه وأتباعه من وسائل الإرهاب والملاحقة والقتل والتنكيل ورمي الجثث في الشوارع ومكبات القمامة، وتُؤكّد بعد ذلك أن حفتر نفسه فتح الطريق لتنظيم الدولة “داعش”؛ لكي يفر من ضربات ثوار المدينة متجهاً للمنطقة الغربية تحت مرأى ومسمع قواته الجوية وبواباته وأجهزته الاستخباراتية.

وبعد درنة لعب على وتر توغل عصابات من خارج الوطن “تشادية وسودانية” للجنوب الليبي، وهي التي عاونته في حروبه في عدد من المناطق في ليبيا، وأخيراً في حربه على طرابلس، والأهم سيطرته على الموانئ النفطية بواسطتها. وبالنسبة للحرب التي يشنها على مدينة طرابلس، وفي ندائه المسجل استغل حفتر أنصاره بشعارات ورموز دينية يأمل من خلالها أن تسفر عن إقناع أتباعه بسهولة السيطرة على العاصمة، فاستغل الدين لذلك، بأن أطلق عليه “الفتح المبين”، وكأنه فتح مكة، واستخدم فيه عبارات ترمز لذلك مثل “من لزم بيته فهو آمن”.

بل ووصل الحال بموالين له، ونقصد هنا السفير السابق في الإمارات العارف النايض في تحريض واضح على قتال سكان طرابلس، إلى حد تكفير أهلها، التي قال فيها إننا “نحارب جميعا من أجل نصرة الوطن ومن أجل أن يحق الحق ويبطل الباطل وأن يعم دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الحقيقي”، التي لاقت تنديداً من علماء الدين قبل عامة الناس.

وفي خطابه الأخير الليلة الماضية استخدم حفتر في هذه المرة آيات قرآنية؛ ليقنع بها أتباعه بمزيد الصبر مثل “سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” “ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون” “ولاتعتدوا” “واتقوا الله حق تقاته” “واعلموا أن الله مع الصابرين” “وما النصر إلا من عند الله” “وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لاينصرون”.

ووصف المقاتلين المدافعين عن طرابلس وعن مدنية الدولة بأنهم أغواهم الشيطانن وأنهم أخدتهم العزة بالأثم، وأنهم متفوقون في طغيانهم وبشاعة جرائمهم واستخفافهم بقيمة الإنسان خليفة الله في أرضه.

خطابه الأخير يؤكد حالة إفلاسه

الكاتب والمحلل السياسي، علي أبوزيد، رأى أن إغراق حفتر في استخدام الخطابي الديني واستدعاء الآيات القرآنية يدل على حالة الإفلاس في التقدم على الأرض وتحقيق أي انتصار، وهذا جعله مضطراً إلى الاستعاضة عنها بخطاب ديني إنشائي يستثير به مشاعر مؤيديه.

وأضاف أبوزيد في تصريح للرائد، بأنه بهذا الاستخدام الذي أصبح حاضراً في خطاباته منذ خطاب “الفتح المبين” إلى خطابه الأخير يقع فيما يعيب به خصومه من توظيف للخطاب الديني ليس في السياسة فحسب، بل يتجاوزه إلى التحريض على القتل وتدمير البلاد.

وأكد بأن خطاب حفتر يعكس حالة وهم مستعصية يعانيها وتجعله يعتقد أنه قادر على الحسم العسكري وبسط سيطرته على العاصمة مع أن المعطيات على الأرض تنافي هذا الوهم وتؤكد عكسه تماماً.

فماذا ياترى حفتر فاعل بعد أن يفشل استغلاله للخطاب الديني الذي حاول به أن يجمع حوله أتباعه، في محاولة لاستدراجهم، يريد استباحة دماء أكثر بعد العدد الكبير جداً من القتلى والمصابين منذ بداية العملية التي أسماها الكرامة.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version