تستمر معاناة تاورغاء بعد أكثر من عام من عودة جزء من الأهالي إلى مدينتهم، وسط غياب لحكومة الوفاق التي لم تتابع هذا الملف على الرغم من وعدها لأهالي المدينة بتوفير مناخ مناسب لتشجيعهم على العودة.
تعايش سلمي
في لقاء مع “أبو خالد التاورغي” القاطن بحي أبوبكر الصديق بتاورغاء أكد عدم تسجيل أي خرق أمني بعد مضي سنة على عودة قُرابة 250 عائلة إلى أراضيهم.
وأبدى الرجل البالغ من العمر 50 عاماً سروره بحالة التعايش السلمي بين سكان مدينته وأهالي مصراتة، مُضيفاً أنه رمم منزله الذي يسع لعائلتين اثنين بمجهود ذاتي، إلا أنه استغرب عدم إيفاء الحكومة بوعودها، مؤكداً أن إيفاءها يعني عودة مزيد من الأهالي لأراضيهم.
ميثاق المصالحة
وقد وُقع في الثالث من يونيو من عام 2018م ميثاق صلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء حضره أهالي المدينتين وحكماء وأعيان مدن ليبية عدة، ومسؤولون حكوميون.
وتضمنت المادة العاشرة من الميثاق التزام الدولة الليبية تشكيل لجنة لتوفير المتطلبات والمقومات الأساسية للعودة، وإعادة تهيئة بعض المرافق الأساسية مثل المستشفيات والمدارس، وربط شبكة الكهرباء، وتوصيل المياه، وإعادة تأهيل المنازل.
غياب خطة واضحة المعالم
ويؤكد رئيس لجنة تنفيذ اتفاق المصالحة بين تاورغاء ومصراتة “عبد النبي أبو عرابة”، أن سبب عدم تهيئة الخدمات الأساسية بتاورغاء وعدم عودة بقية سكانها هو غياب خطة واضحة المعالم من حكومة الوفاق الوطني.
وذكر “أبو عرابة”، في تصريح للرائد، أن لجنة حصر الأضرار قامت بعملها في حصر المباني المتضررة في المدينة التي تجاوز عددها 4000 مبنى، مؤكدًا أنهم في انتظار صرف مستحقات جميع المتضررين.
وتابع “أبو عرابة” أن الشركة العامة للكهرباء أبلغتهم في اجتماع معها بعدم صرف الحكومة للمخصصات المالية أو الاحتياجات اللازمة لإنارة مدينة تاورغاء، وفق قوله.
مستشفى المدينة
من داخل عدد من “التريلات” المتنقلة التي كتب عليها “مستشفى تاورغاء العام” يواصل عدد من الأطقم الطبية والطبية المساعدة إجراء الفحوصات الطبية الأساسية وقياس الضغط والسكري، وعلاج نزلات البرد.
وتساءل مُدير المستشفى الدكتور “محمد غويلة” عن سبب عدم صيانة المستشفى الوحيد للمدينة على الرغم من توقيع الحكومة عقدا لبدء صيانته، مضيفاً أنهم يفتقدون لكل التجهيزات والمقومات مع نقص في الأطقم الطبية.
وحول “اللشمانيا”، قال “غويلة” إن العدد الأكبر من المصابين بالمرض قد استقبلهم المشفى بين يونيو وديسمبر من عام 2018م، مُضيفاً أن الحالات المترددة اليوم انحسرت إلى نحو 4 حالات.
مزيد من الإمكانيات
يقول مشرف مركز خدمات النظافة بتاورغاء التابع لشركة الخدمات العامة بمصراتة “إبراهيم عميش” للرائد، إن شركته بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات لوجود كميات كبيرة من مخلفات الحرب بين الأحياء السكنية؛ لنقلها إلى المكب الوحيد بالمدينة.
ولا ينكر “عميش” تسلم مركزهم دفعة أولى من الآليات، تضم “كاتربيل”، وسياراتي جمع قمامة، وسيارتين لرش المبيدات، وواحدة لنقل الركام، مضيفاً أن مركزهم سيباشر خلال أسابيع جمع القمامة وتنظيف المدينة.
حملات خيرية
وشهدت تاورغاء في 20 ديسمبر الماضي، إقامة مكتب صندوق الزكاة بتاورغاء عرسا جماعيا لـ 26 من أبناء المدينة وسط حضور كبير من الأهالي.
ويقول مدير مكتب صندوق الزكاة بتاورغاء “مفتاح فرج اسويسي”، إن آخر حملة أقامها مكتبهم كانت بشعار “ولحم طير مما يشتهون” وقد وزعت فيها لحوما بيضاء و400 دينار على 68 أسرة محتاجة بالمدينة، بقيمة إجمالية بلغت 27,200 دينار.
ويؤكد “اسويسي” للرائد أنهم بصدد إعداد حملة لتوزيع أضاحي العيد، موضحاً أن المستهدفين بالحملة هي الأسر المسجلة بالصندوق، وأرباب الأسر ذات الدخل المحدود، والعاطلون عن العمل، والأرامل والمطلقات.