Menu
in

قوات حفتر تنتقم لهزائمها بقصف مواقع مدنية ومحال تجارية وأراضٍ زراعية

قد لا يكون غريباً استهداف الطائرات المسيرة التابعة لـ “خليفة حفتر” لمطار معيتيقة الدولي، والذي يسبب حالة من الهلع بين العاملين فيه والمغادرين منه والقادمين إليه، في تصرف عده متحدث عسكري دليلاً واضحاً على خسارة مواقع كان يسيطر عليها جنوبي العاصمة طرابلس.

وليست بغريب أن تنتهك قوات حفتر حرمات المنازل وتعبث بممتلكاتها، وتقصف من حين إلى آخر بمختلف أنواع المدفعية العشوائية الأحياء السكنية والمحال التجارية.

أشار المتحدث باسم الجيش الليبي عقيد طيّار “محمد قنونو” إلى أن المتتبع لعدوان “خليفة حفتر” على العاصمة طرابلس منذ الرابع من أبريل الماضي، لا يفاجئه استهدافه مؤسسات مدنية ومقار حكومية، ومركز لإيواء المهاجرين، واصفاً من قام بتلك التصرفات بـ “القوات الهمجية” التي لا تعرف إلا الانتقام سبيلاً ووسيلة؛ لتعويض خسارتها وموقفها السيء في أرض المعركة.

علمت الرائد من مهندسين وفنيين يعملون بمطار معيتيقة الدولي – فضّلوا عدم ذكر أسماءهم- أن القصف الأخير (يوم السابع من يوليو) على المطار خلّف أضراراً مادية وبشرية، تمثلت في إصابة طائرة تابعة للخطوط الجوية الأفريقية بشظايا قذيفة، إضافةً إلى ثلاثة من المهندسين العاملين بإحدى الخطوط الجوية، وامرأة كانت قد وصلت في رحلة من مطار بنينا الدولي كانت في رحلة علاجية فزادها هلع القصف مرضا، وحولت إلى مستشفى.

وجاء استهداف مطار معيتيقة الأخير بعد أقل من أسبوع من استهداف طيران مسير تابع لـ “خليفة حفتر” لمركز إيواء تاجوراء بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بغارتين جويتين، خلفتا ما لا يقل عن 40 قتيلاً، وأزيد من 70 جريحاً، في صفوف مهاجرين من جنسيات عدة، عربية وأفريقية.

ويروي فتحي محمد أحد سكان منطقة عين زارة للرائد أن ما فعلته عناصر حفتر بالحي الذي يقطن به قائلا “إن هذه العناصر دخلت إلى الحي الواقع بالقرب ما يعرف بشارع “الهامبورجا” وأجبرت الجيران على الدخول إلى منازلهم ومن ثم اقتحمت البيوت وسرقت محتوياتها ولم تخلف وراءها إلا الزليز، وفق قوله.

واستمر فتحي في سرد القصة بحسرة وهو أحد الذين تعرضت منازلهم لدمار عناصر حفتر، وتمنى أن سرقت عناصر حفتر منزله فقط فيكون ذلك حلال عليهم بل هي دمرت المنزل وأطلقت الرصاص في كل مكان وعبثت بالأبواب وأقفاصها وخربشت على الحيوط، وصرح بأنها قوات من أجدابيا وسلوق، وقال معلقا والله المليشيات لم يفعلو ذلك.

المتجول في عدد من أحياء عين زارة ووادي الربيع التي كانت تتمركز بها قوات حفتر، لا يرى إلا منازل ومباني أصابها الدمار وجعلها أثراً بعد عين، وجداريات تحمل عبارات الانتقام والوعيد لكل من يقف في وجههم رافضاً غزوهم وعدوانهم.

يقول المهندس أحمد إبراهيم – 50 عاماً – أنه فُجع بمزرعته الواقعة بوادي الربيع وهي تضرم فيها النيران، نتيجة قذيفة مدفعية أو صاروخ أطلقته قوات حفتر، فصيرت هكتارين منها أرضاً محروقة بعد أن كانت قد غرست بها أشجار نخيل وزيتون مثمرة.

ولفت إبراهيم في حديثه للرائد إلى أن مزارعٍ مجاورة حرقت أجزاء منها أيضاً، مؤكداً أن الحرب أثرت في صحته النفسية، متسائلاً قوله “هذه الحرب ستحررنا مِن مَن؟”، إلا أنه أجاب فقال: “خليفة حفتر” جاء ليُدّمر العاصمة باسم مكافحة الإرهاب”

على طول طريق عين زارة الممتد من مسجد الكحيلي إلى جامع الشيخان وما بعدها، ليس للمتجول إلا أن يشاهد إلا أشباه محال تجارية، ومباني مدمرة، وأعمدة ومحولات كهرباء منعدمة تماماً وبضعة سيارات أصابتها القذائف.

يؤكد المقاتل بكتيبة الأمن والحماية التابعة لوزارة الدفاع الليبي “رمضان كاباو” لـ الرائد أن الدمار الذي لحق بالمحال في هذا الطريق سببهُ قصفٌ مدفعي وصاروخي لقوات حفتر أطلقته عقب خسارتها مواقع كانت تسيطر عليها، مضيفاً أنه لا يستبعد تضرر مدنيين من القصف.

غير بعيدٍ عن المستشفى الميداني بمنطقة وادي الربيع، جنوبي العاصمة طرابلس، كان لمراسل الرائد زيارة رفقة فريق من جهاز الإسعاف لمنزلٍ أصابه قصف جوي من طائرة مسيرة تابعة لـ “خليفة حفتر”، من سيزور المنزل لن يصمد طويلاً أمام روائح نتنة تنبعث من داخله، وسيدرك أنه لم يعد صالحاً للسكن بعد أن تحطمت جدرانه.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version