في تسارع للمواقف الدولية حول ليبيا خاصة خلال هدا الأسبوع يظهر جلياً اختلافها عن ماكانت عليه بداية العدوان الذي شنه حفتر على طرابلس مند الثالث من أبريل المنصرم.
وبعد مرور أكثر من 5 أسابيع تقريباً من الحرب التي يتصدى فيها الجيش الليبي لقوات حفتر، ويتضح تراجعها عن السكوت عن العدوان على طرابلس.
تبدل المواقف بدأ من بيان صادر عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بداية الأسبوع الحالي والذي كان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد التقى على هامشه مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ورئيس الاتحاد الأوربي، دونالد توسك.
الاتحاد الأوروبي أبدى موقفاً مجتمعاً الاتحاد الأوروبي، دعا الاثنين الماضي، إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار، وللوقف الكامل والشامل للأعمال العدائية، في العاصمة والمناطق التى حولها، مشيرا إلى أن هجوم قوات حفتر يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ويزيد من التهديد لاستقرار ليبيا.
وأكد الاتحاد، في بيان صادر عنه عقب اجتماعه في بروكسل، أن الهجوم العسكري الذي شنه حفتر على طرابلس، يعزز مخاطر زيادة التهديد الإرهابي في جميع أنحاء ليبيا، مجدداً تأكيده بأنه لا حل عسكري للأزمة في ليبيا، حاثاً جميع الأطراف على الاحترام الكامل للحظر المفروض على الأسلحة.
وذكر الاتحاد بأن الهجمات العشوائية علي المناطق السكنية المكتظة بالسكان قد ترقي إلى جرائم حرب، ويجب محاسبة أولئك الذين ينتهكون القانون الإنساني الدولي، مطالبا بحماية المدنيين، من خلال السماح بتسهيل تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية لهم وفق القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وخلال زيارته لبروكسل خلال اليومين الماضيين التقى السراج أيضاً برئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك الذي أكد خلال اللقاء على أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية.
فرنسا
وفي الشأن الفرنسي الذي تتهم فيه بلاده بدعم حفتر علناً ومند سنين، وفي تبدل واضح في مواقف بلاده من العدوان على طرابلس، نفى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن تكون بلاده على علم مسبق بهجوم حفتر على طرابلس ولم تكن تتوقع أن يفعل ذلك.
وأضاف لودريان في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إنه “في كل محادثاته مع حفتر التي أجريتها مع، حفتر أذكره، وقد كان لا يتحلى بالصبر، بضرورة الحل السياسي”.
لودريان، أيضاً في تصريحات له قبل يومين، أضاف أن الوضع في ليبيا مقلق جدا لأن خارطة الطريق التي قدمتها الامم المتحدة، والتي كادت أن تصل الى خواتيمها السعيدة في أبوظبي في فبراير الماضي، أفشلت بسبب خطوة أقدم عليها، حفتر.
كونتي يلتقي حفتر لقاء خفياً
وفي إيطاليا الخميس أفادت مصادر منها، وفق وكالة أكي الايطالية للأنباء، بأن رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، التقى خليفة حفتر في العاصمة الإيطالية روما، هدا اللقاء غاب عنه العرف الدبلوماسي السائد في اللقاءات حتى مع حفتر نفسه الذي كان في السابق يستقبل وتنشر صور وأحداث اللقاء مباشرة.
حلف شمال الأطلسي “الناتو” هو أيضاً أكد، خلال لقاء جمع أمين عام الحلف، ينس ستلوتنبيرغ بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل مع رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، دعم الحلف لجهود حكومة الوفاق في بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وبأنه مستعد للمساهمة فيها.
الإمارات المؤكد دعمها لحفتر والعدوان على طرابلس والإمارات العربية المتحدة التي معروف عنها هي ايضاً دعمها، لحفتر، والذي كانت تعلنه في مواقف وتصريحات مسؤوليها، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس الأربعاء، أن خليفة حفتر “لم يشاور” أبو ظبي، قبل إطلاق عملية طرابلس.
ولو ركزنا هنا عن كلمة “يشاور فقط، لوجدنا أن هناك تنسيق قد كان على الأقل بين دولة الإمارات وحفتر، وإن صدق الرجل فإن هده التصريحات تعتبر تحولاً أو ترجعاً في دعم عملية حفتر والعدوان على طرابلس.
وأعرب قرقاش في تدوينة له على موقع، تويتر، عن قلق بلاده إزاء الوضع في ليبيا، مضيفا أن “الوضع يجب أن يتوجه للاستقرار في ليبيا”.
عدوان حفتر سيمنح فرصة للإرهاب أن يتمدد
وعن الموقف الأمريكي، اتفق أعضاء مجلس النواب الأمريكي خلال جلسة عقدها المجلس، الأربعاء، على أن “هجوم حفتر على طرابلس تسبب في معاناة شديدة ومئات القتلى و66 ألف نازح وتداعيات سلبية كبيرة محليا وإقليميا ودوليا، وسيعطي كذلك فرصة للإرهاب أن يتمدد”.
وجاء المجلس في بيان إن هدف خليفة حفتر، الرئيس هو الاستيلاء على السلطة، مطالبين الإدارة الأمريكية بأن توضح أن الحل في ليبيا سياسي ولن يأتي عن طريق دكتاتورية عسكرية جديدة.
محاسبة حفتر ضرورية
وقال عضو الكونغرس الأمريكي، توم مالينوسكي، اليوم الخميس، إن محاسبة حفتر ليست موضع خلاف في الكونغرس، وأن ما يقوم به حفتر هو الإخلال باستقرار ليبيا بمساعدة مصر وروسيا وغيرهما.
وأضاف مالينوسكي، في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة، إن حفتر مواطن أمريكي ويخضع لقوانيننا ونريد التحقيق بما يقوم به، وهناك أدلة تثبت أنه ارتكب جرائم بشكل علني.
واستطرد قائلاً: إن حفتر لا يأخذ أسرى ولكنه يقتلهم، وأن الدعم الخارجي له معلوم، “وهو شخص مقرب من الإمارات وروسيا”، وفق تعبيره. وأوضح مالينوسكي إنه لا يمكن لحفتر القيام بما يقوم به دون مساعدة حلفائه، مشيراً إلى أن هناك أدلة قوية وكافية للبدء في التحقيق بشأن جرائم حفتر في ليبيا.
الوضع الحالي في ليبيا غير مقبول
وفي إطار تغير المواقف وتبدلها، يظهر الموقف الروسي هو أيضاً معلناً عن القلق من الوضع في ليبيا. فقد قال رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بالتسوية في ليبيا، ليف دينغوف، اليوم الخميس، إن بلاده تشعر بقلق عميق إزاء “الأعمال العدائية الجارية” في ليبيا، مشيراً إلى أن بلاده تعتبر الوضع الحالي غير مقبول.
السعودية تدعو السراج لحضور القمة الإسلامية
الموقف السعودي المتهم هو ايضاً بالوقوف وراء عدوان حفتر على طرابلس، وفي تناقض واضح أو هو لعله إعتراف بالخطأ، هاهي تدعو رسمياً رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، التي ستعقد بمدينة مكة المكرمة في 31 مايو الجاري.
وتأتي القمة الإسلامية المرتقبة بينما تشهد ليبيا، وخاصة ضواحي العاصمة طرابلس مواجهات عسكرية بدأت في الرابع من أبريل الماضي بين قوات، حفتر والجيش الليبي الذ يواجه عدواناً تدعمه أو كانت تدعمه عدد من الدول منها عربية ومسلمة، إن صدقت نواياها بأنها تراجعت أو عرفت حقيقة حفتر وعجزه أو تسرعه وتهوره الذي أوصلها لأن تصبح محرجة أمام شعوبها وامام الشعب الليبي خاصة والمجتمع الدولي عامة.