Menu
in

أسرى قوات حفتر: مُراهقون دفعتهم الأموال للقتال


في حين يتواجد رفاقهم في صفوف الدراسة الثانوية ويتأهبون لإجراء الامتحانات، إلا أن دافع المال أوجدهم في صفوف أخرى، أدواتها البندقية والبزة العسكرية

32 مراهقاً قلت أعمارهم عن 18 عاماً من صبراتة وصرمان والزاوية الغربية وطرابلس، قالوا إن التحاقهم بالتدريب في الكتيبة 107 مشاة بصبراتة والتابعة لـ “خليفة حفتر”، جاء بعد إغراءهم بأنهم سيتحصلون على راتب يصل إلى 1300 دينار شهرياً.

شبكة الرائد الإخبارية التقت بالأطفال في أحد سجون الزاوية الغربية بعد أن أُسروا في الرابع من الشهر الجاري، ضمن ثلاث سرايا عسكرية من قبل الفرقة الأولى بمديرية أمن الزاوية الغربية، وهي التي كلفت أفرادها بحراسة الأطفال وتقديم المساعدات لهم.

يقول أحد الأطفال “مازن نورالدين” لـ الرائد: “خضعنا لتدريب استمر 21 يوماً بمعسكر الكتيبة 107 بصبراتة، وبعد إتمامنا التدريب نُقلنا من قاعدة الوطية العسكرية عبر طائرة خاصة إلى أحد المعسكرات بتوكرة شرقي ليبيا، وأقيم حفل لتخرجنا بعد وصولنا بـ 10 أيام.

يُتابع أنه سبق اليوم الذي وقع فيه ورفاقه أسرى استدعاءهم بمقر الكتيبة وتوزيع بدلاً عسكرية عليهم؛ تمهيداً لدخول طرابلس والاستعراض في ميدان شهداءها، مضيفاً أن انضمامه للكتيبة جاء؛ لتوفير مصروفه وتأمين مستقبله، بعد أن تعذر عليه الحصول على راتبه من مستشفى صبراتة التعليمي الذي عمل به ممرضاً لثلاثة أشهر.

يصف “مازن” ورفاقه المعاملة في السجن بالجيدة، بعد أن وفر لهم القائمون على السجن إمكانية الإتصال بذويهم، والحصول على رعاية صحية جيدة، قبل أن تأذن وزارة الداخلية لذويهم بزيارتهم، معرباً عن أمله في أن يُفرج عنه ويعود لذويه ويحضر شهر الصيام معهم، ويكمل دراسته الثانوية.

في أحد جنبات مقر الفرقة الأولى، وجدنا الخمسينية “ناجية محمد” تحتضن ابنها “فتحي بوعجيلة” ذا السبعة وعشرين عاماً، والمقيم بصرمان، أعربت عن سعادتها بفتح الباب لها لزيارة ابنها، واصفة المعاملة بالجيدة بعد أن مكثت معه قرابة ساعة كاملة.

دافع “فتحي” للالتحاق بالمؤسسة العسكرية التابعة لحفتر هو ذاته دافع رفاقه الذين تحدثوا إليهم، يقول: “بعد إخفاقي في إكمال دراستي في مجال الهندسة النفطية لم يكن أمامي إلا خيار الدخول في الكتيبة 107″؛ للحصول على مبلغ أؤمن به مستقبلي، وفق قوله.

يقول “تدريبنا كان للاستعراض وليس للقتال”، مضيفاً أنهم رفضوا إطلاق النار بعد أن طلبت منهم قوة أمنية بالزاوية الغربية تسليم أنفسهم، دون أن يخفي أن فرار آمرهم وتركهم أمام مصير مجهول لم يكن متوقعاً بالنسبة لهم.

أجمع “أسرى حفتر” الذين تحدثنا إليهم على أن الأمر كان غامضا بالنسبة لهم، وأنهم غير راضين على ما يحدث من اقتتال بين الليبيين، مطالبين من يقاتلون في صفوفه بالعودة لبيوتهم، مؤكدين أن مشكلة ليبيا لا يمكن حلها بالحرب.

يقول معاون آمر الفرقة الأولى بمديرية أمن الزاوية الغربية، النقيب “أيوب محمد المصراتي” …. “أنا ورفاقي على علم بتحرك الكتيبة 107 قبل خروجها من مقرها، حذرناهم من عدم استعمال الطريق المار بمدينة الزاوية للدخول لطرابلس؛ لأن ذلك سيكون مستحيلاً”.

يفسر تعويل “خليفة حفتر” على قوة، العدد الأكبر منها من الأطفال، وتوفير بندقية واحدة لكل عشرة منهم، علاوة على سيارات بها أسلحة معطلة، وإيهامهم بأنهم سيدخلون استعراضا عسكريا، على أنها زج بقُصر في حرب خاسرة من أجل شخص حالم بالسلطة.

وبينما يؤكد “المصراتي” أنهم بانتظار صدور قرار بالإفراج عن الأطفال الاثنين والثلاثين، قال عدد منهم، إنهم ينتظرون الساعة التي يعودون فيها لأهلهم سالمين.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version