في حواره مع قناة الجزيرة كشف المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان عن فئة موجودة في شرق ليبيا تسعى لتعطيل الانتخابات.
وكما هو معروف، فالشرق الليبي تحت سيطرة قوات الكرامة وقائدها خليفة حفتر وأيضا به مجلس النواب ورئيسه عقيلة صالح، فأي فئة يقصد سلامة ؟
سلامة أشار بأنه مارس ضغوطا كثيرة على مجلس النواب؛ لإصدار قانون الاستفتاء على مشروع الدستور الذي لم ينفذ حتى الآن.
المبعوث الأممي تابع في لقائه “بأنه سيعود لمجلس الأمن؛ للتبليغ عن كل من يحاول إيقاف وعرقلة الليبيين في إجراء انتخاباتهم، مؤكدا عدم وجود انقسام في مجلس الأمن حول ليبيا، مضيفا أن 83% من الليبيين يريدون انتخابات، لكن الطبقة السياسية حسب قوله لا تريدها.
وحول التدخل في ليبيا كشف سلامة عن تدخل عشر دول في الشأن السياسي في ليبيا دون أن يذكر أحدها، موضحاً أن لجنة العقوبات في مجلس الأمن تراقب هذه الدول وتعرفها جيداً.
اتفاقات كثيرة سبقت لإجراء انتخابات في أقرب وقت بدءا من اتفاق باريس الأول فالثاني ثم بالريمو وأخيرا أبوظبي، فمن يعرقل حقا إجراء الانتخابات وإقرار الدستور الدائم الذي ينهي الانقسام السياسي القائم نهائيا؟
في المقابل هناك شخصيات سياسية وأحزاب أعلنت موقفها بوضوح حول مسألة الانتخابات، وإنهاء المراحل الانتقالية، منها حزب العدالة والبناء الذي رحب مؤخرا بلقاء أبوظبي وإجراء الملتقى الوطني الجامع في اطار مدنية الدولة، والذهاب لإجراء انتخابات نزيهة، والاستفتاء على مشروع الدستور .
لا جديد في تصريحات سلامة
المحلل السياسي عبدالله الكبير قال، إن أغلب ما ذكره سلامة لا جديد فيه، مشيرا إلى أنه يتعرض لضغوط دولية متعددة من الدول المنخرطة في الصراع وإن لم يكشف عنها في حديثه.
وأضاف الكبير في تصريح للرائد، أن أمام سلامة فرصة كبيرة في الملتقى الوطني الجامع ليدفع الليبين إلى تحديد موعد محدد للانتخابات دون شروط أو صفقات لتقاسم السلطة.
واستغرب الكبير نفي غسان سلامة علاقته مع أكاديمية الإمارات رغم أن اجتماعه بالمجلس الاستشاري بالأكاديمية منشور في صحيفة البيان الإماراتية بالصور، ما يشير إلى تناقضه وغموضه المستمر، كترتيب اللقاء الذي حدث بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد قوات الكرامة خليفة حفتر في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
مشروع عسكري موازٍ
أما الكاتب الليبي علي أبو زيد، فرأى أن هناك عدة دول أصبحت معرقلة للحل السياسي في ليبيا من خلال دعمها لمشروع موازٍ، وهو “مشروع حفتر العسكري” على رأسها مصر والإمارات وتليها فرنسا.
وقال أبو زيد في تصريح للرائد، إن روسيا أيضا تعتبر معرقلة للحل السياسي بتوفيرها دعما عسكريا غير رسمي من خلال وسطاء، وهذا بلا شك يسهم في استمرار حالة التصعيد العسكري.
وأشار أبو زيد، إلى أن الدول التي تعرقل الحل تحاول أن تحمي قائد قوات الكرامة خليفة حفتر من العزل الدولي أو فرض عقوبات عليه.
وأضاف أبو زيد، أن التدخل الدولي والإقليمي في ليبيا أمر واقع، ولا يمكن تجاوزه؛ بسبب وضع السلطة الهش وحالة الانقسام؛ لذلك تتدخل هذه الدول من أجل مصالحها.
تيار الفدرالية والكرامة
من جهته اعتبر الكاتب الليبي موسى تيهوساي، أن الفئة السياسية المعرقلة في الشرق التي تحدث عنها مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة هي تيار الفيدرالية الذي يمثله في مجلس النواب.
وقال تيهوساي في تصريح للرائد، إن تيار الفيدرالية يرى أن الاستفتاء على الدستور يقضى على آخر آمالهم في اعتماد نظام الفيدرالية أو بالأحرى نظام الانفصال التدريجي.
وأضاف تيهوساي، أن الطرف الأمني الرافض في الشرق هو قائد قوات الكرامة خليفة حفتر، لأن إجراء انتخابات بعد الدستور سيبعده كمترشح أو كمنفذ قوي وطالب للسلطة بالقوة.
وأكد الكاتب، أن حفتر وداعميه يسعون إلى إجراء انتخابات صورية دون اعتماد أية لائحة دستورية تنظم شكل الحكم وشروط الترشح، في حين يرفض قطاع واسع من الليبيين إجراء انتخابات بدون الاستفتاء على الدستور، أو قاعدة دستورية تنظم آلية العمل السياسي والحكم، وتضمن مدنية الدولة والتداول السلمي على السلطة.
فهل يتمكن سلامة هذه المرة من إيقاف معرقلي الانتخابات والحلول السياسية في ليبيا من خلال الضغط عليهم في مجلس الأمن الدولي؟ أم أن حلقة الفوضى والصراع السياسي ستستمر في البلاد؟