في كل مدينة ومكان تدخله قوات حفتر وتسيطر عليه تبدأ الأصوات والمناشدات الحقوقية تتعالى وتخرج المنظمات الدولية ببيانات تدين الانتهاكات التى ترتكبها هذه القوات المدعية في إعلامها محاربة الإرهاب ـ الذي لا ينكر أحد وجوده ووجودالعصابات التشادية، وأنها تؤمن المواطن غير أن الواقع عكس ذلك فهي تستمر في ارتكاب الانتهاكات.
فبعد درنة يأتي الدور على مرزق، ولا ذنب لها سوى أنها رفضت العملية العسكرية في الجنوب ونبذت العودة إلى حكم العسكر.
والمجلس الرئاسي الذي غض الطرف عما حدث من انتهاكات في بنغازي ودرنة يستمر في صمته عما ترتكبه قوات حفتر في مدينة مرزق وغيرها من مناطق الجنوب، مع مطالبة العديد من أهالي مرزق له بالتدخل وإيقاف انتقام قوات حفتر التي أحرقت المنازل، وانتهكت الحرمات.
إثبات الانتهاكات
انتهاكات قوات حفتر أكدها عضو مجلس النواب عن مدينة مرزق محمد لينو حيث قال، إن قوات حفتر أحرقت منزله ومنازل أبيه وإخوته مع أكثر من 90 منزلا آخر، ودمرت العديد من المزارع والممتلكات بالمدينة.
وأضاف لينو، في تصريحات لقناة “ليبيا الأحرار”، أن قوات الكرامة تمارس القتل على الهوية، مؤكدا وجود أكثر من 19 جثة في مستشفى مرزق، ووجود العديد من الجثث المتحللة في شوارع المدينة.
وحمّل لينو المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الانتهاكات لآمر قوات الكرامة بالجنوب عبدالسلام الحاسي، مشيرا إلى أنه هو من أعطى الأوامر باقتحام المنازل، مؤكدا وجود أدلة قطعية لديهم على مشاركة قوات من المعارضة السودانية في القتال مع قوات الكرامة.
تصفية وسرقة
من جانب آخر أكد مصدر مطلع من بلدية مرزق، أن قوات حفتر تمارس عمليات التصفية والسرقة، واستهداف مكون التبو بعد سيطرتها على المدينة.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح للرائد، أن بعض المواطنين ممن لديهم أحقاد سابقة مع أبناء التبو بالمدينة يرافقون المسلحين التابعين لحفتر ويرشدونهم إلى منازل وأملاك التبو؛ لتحرق وتسلب هذه الأملاك، وفق قوله.
سجل حافل بالانتهاكات
أما مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش “سارة ويتسن” فقالت، إن قوات حفتر لها سجل حافل بالانتهاكات، يرقى بعضها إلى جرائم حرب.
وطالبت “ويتسن “في تقريرها المنشور عبر موقع المنظمة، قوات حفتر بالتحقيق في انتهاكات أعضائها المزعومة ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان ظروف آمنة لعودة سكان درنة الذين هجّرهم القتال عن ديارهم، ”مضيفة أن على قوات حفتر أن تضع حداً لكابوس المدنيين المحاصرين وأن تبلغ عن الأشخاص المحتجزين لديها”.
ضرورة احترام المدنيين
وعن انتهاكات قوات الكرامة أعلنت منسقة الشؤون الإنسانية بالبعثة الأممية إلى ليبيا “ماريا ريبيرو” أن الفريق القطري الإنساني في ليبيا التى زار درنة حذر من العواقب الوخيمة للأزمة الإنسانية بالمدينة، داعية إلى ضرورة إيصال المساعدات بشكل مستمر ودون عوائق.
وذكرت أن الفريق حث أطراف النزاع على احترام المدنيين والمنشآت واتخاذ التدابير اللازمة؛ لحمايتهم والتقيد بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي لحقوق الانسان.
ومع كل ما ترتكبه قوات حفتر من انتهاكات في المدن التي تدخلها يستمر المجلس الرئاسي في صمته ويغض الطرف عن هذه الممارسات التى أدنتها المنظمات الدولية.
