Menu
in

الصراع الإيطالي الفرنسي على ليبيا … من تحت الطاولة إلى فوقها

ارتفعت نبرة الخلاف بين إيطاليا وفرنسا حول ليبيا بعد أن كان يدور تحت الطاولة، فقد اتهم نائب رئيس وزراء إيطاليا وزير الداخلية “ماتيو سالفيني” فرنسا بأنها لا ترغب في استقرار ليبيا؛ لتضارب مصالحها النفطية مع إيطاليا، ويتساءل كثيرون عن مدى انعكاس الموقف الإيطالي على ليبيا، وتأثرها من هذا الصراع المعلن بين دولتين لهما مصالح عدة فيها.

اتهامات صادقة

الباحث والأكاديمي محمد غريبي يرى أن اتهامات روما لباريس بتأجيج الوضع في ليبيا ـ صادقةٌ، لكنها تفتقر إلى الموقف السياسي الناضج بحكم اختلاف المصالح والأهداف.

غريبي أكد، في تصريح للرائد، أن مصالح إيطاليا في ليبيا تعلو على بقية المصالح مع شركائها الآخرين في أوروبا وغيرها، مشيرا إلى أن فرنسا بحكم تدخلها الأحادي والسابق في ليبيا إبان الثورة جعل طموح إيطاليا في تراجع مستمر.

وأضاف غريبي أن موقف روما كان متوازنا إلى حد بعيد في التعاطي مع فرقاء الأزمة الليبية، بينما راهنت باريس على حفتر في “برقة”، وراهنت على بعض الجيوب الموالية له في تخوم طرابلس وغربها تحديدا، وأن طبيعة التحالف بين فرنسا ومصر والإمارات أفشلت مساعي روما مرات عديدة،

فالاستراتيجية الحالية للمعسكر الفرنسي هي عرقلة جهود الاستقرار واستنزاف ليبيا ماديا وعسكريا.

وأكد غريبي أن إيطاليا تسعى إلى الاستفادة من آفاق الاستثمار التي تحتاجها ليبيا بعد حرمانها من التنمية والعمارة على مدى أربعة عقود.

موقف متقدم

أما الكاتب علي أبو زيد فقد رأى أن تصريح سالفيني يمثل موقفا متقدما من إيطاليا تجاه السياسات الفرنسية في ليبيا، خاصة بعد خفوت التنافس الدولي حول ليبيا منذ مؤتمر باليرمو، والدور الفعّال للبعثة الأممية في احتواء الأوضاع، والتقدم على مستوى الإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية.

ولم يستبعد أبو زيد، خلال تصريحه للرائد، أن تكون إيطاليا قد استشعرت خطورة الوضع في ليبيا بعد الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، خاصة أن جهودها في التواصل مع حفتر لم تجدِ شيئا، مما يوحي بوجود دعم قوي وراء تعنّت حفتر الذي يريد نقل معركته إلى الجنوب الليبي، ولا يستبعد أن تكون فرنسا هي الداعم له.

تجاوزت الخطوط الحمراء

وفي سياق متصل، قال الناشط السياسي محمد فؤاد، إن الحرب بين فرنسا وايطاليا تجاوزت الخطوط الحمراء، فنائب رئيس الوزراء الإيطالي وبعض وجوه المعارضة وجهوا الاتهام علنا إلى فرنسا بأنها مسؤولة بسياساتها الاستعمارية عن إفقار إفريقيا ودفع أبنائها إلى المخاطرة بحياتهم والهجرة إلى أوروبا.

وتساءل فؤاد، في تصريحه للرائد، عن انعكاس تصريحات سالفيني على ليبيا، وأشار إلى أن الفرنك الأفريقي، وهو عملة 14 دولة إفريقية تطبعها فرنسا، هو أحد أهم عوامل فشل التنمية في إفريقيا.

ومع تعثر العملية السياسية وحالة الجمود السياسي الذي تشهدها ليبيا، بدا أن الأطراف الدولية تساهم هي الأخرى بشكل كبير في عرقلة الجهود الرامية لجمع الفرقاء الليبيين، أو بالأحرى وأد تلك العملية في مهدها.

أُترك رد

كُتب بواسطة علي عبدالله

Exit mobile version