Menu
in

تهديدات بانقطاع المياه عن مدن الساحل… فهل تمنع الدولة حدوث الكارثة؟

لا يخفى على أحد أن انقطاعات المياه المتكررة على المدن الساحلية إنما هو بسبب حدوث إما تخريب، أو عطل بالمسارات التي تمر منها مياه النهر الصناعي، وإما بسبب اعتداء على الآبار بمنظومة الحساونة، في ظل عجز واضح من الجهات الأمنية لحماية منظومة المياه.

كأنها ممنهجة الناطق باسم الهيئة العامة للموارد المائية سليمان عبود قال، إن الاعتداءات على آبار النهر أصبحت في تزايد كبير، وكأنها ممنهجة، مشيرا إلى أن صيانة الآبار ومنظومات المياه تحتاج وقتا وجهدا، بالإضافة لنقص الموارد المطلوبة لصيانتها.

ونوّه عبود في تصريح للرائد إلى أن الاعتداءات لا تقف على الآبار فقط، بل طالت حتى المسارات، موضحا أن المياه تأتي لطرابلس من مسارين، بخلاف مدن ساحلية أخرى لا تأتيها المياه إلا من مسار واحد مثل مدن شرق طرابلس، وفي حال حدوث عطل أو تخريب في هذا المسار فكل هذه المناطق ستنقطع عنها المياه.

وأشار عبود إلى أن التوصيلات غير الشرعية تسبب في عدم وصول مياه من النهر لجهتها المستهدفة، وقد تسبب بضعف ضغط المياه، وصيانتها تستغرق أشهرا، لافتا إلى أن الاعتداءات تزايدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وفي حال انقطاع المياه بشكل كامل فإن وصولها للمدن قد يتطلب شهورا، وليس أياما.

92 بئرا خارج الخدمة

ونفى الناطق باسم هيئة الموارد المائية وجود أي جهة باستطاعتها حماية منظومة النهر، وأن البلديات التي تمر بها مسارات النهر تعهدت أكثر من مرة بحماية المسار الذي يمر من داخلها، ولكنها أخفقت.

وأفاد عبود بتدمير وتخريب وسرقة 4 آبار، إثر تعرض الحقل الغربي بمنظومة الحساونة؛ لاعتداء مسلح الليلة الماضية، مؤكدا أن عدد الآبار المدمرة والخارجة عن الخدمة بعد هذا الاعتداء بلغ 92 بئرا.

وناشد جهاز النهر السلطات التنفيذية والتشريعية بحماية الحقول، ومكونات مشروع النهر، محذرا في الوقت ذاته من خطورة الاعتداءات المتكررة على الآبار، التي قد تتسبب في إيقاف الإمداد المائي عن العديد من المدن.

اعتداءات مشابهة

وعزا الناطق باسم جهاز النهر الصناعي توفيق الشويهدي، أواخر نوفمبر الماضي سبب تأخر وصول المياه لمدينة طرابلس إلى اعتداء مواطن على غرفة المراقبة جنوب مدينة زليتن.

وبيّن الشويهدي، في تصريح للرائد، أن الاعتداء ترتب عليه تسريب للمياه، وهو ما اضطر فرق التشغيل والصيانة إلى وقف التعبئة عبر المسار الشرقي، وتغيير التعبئة وتغذية مدينة طرابلس بالمياه عبر المسار الأوسط. عودة تدريجية وقبل أن تعلن هيئة الموارد المائية عودة المياه لمدينة طرابلس تدريجيا اليوم الاثنين، توقعت انخفاض المياه أو انقطاعها عن بعض المناطق في طرابلس؛ بسبب انخفاض ضغط المياه؛ لتغيير مسار الإمداد المائي؛ لصيانة بعض محطات المنظومة التي أُعطبت نتيجة اعتداءات بعض المواطنين بالتوصيلات غير الشرعية عليها.

وتشكل الاعتداءات على الآبار ومنظومات المياه تهديدا حقيقيا للمدن الكبيرة المعتمدة بشكل أساسي على مياه النهر، دون وجود بدائل متاحة تمكنهم من استخدامها، وقد تثقل كاهلهم ماديا في حال استمر انقطاعها لفترات طويلة.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version