Menu
in

أزمات الجنوب تتصاعد .. وغياب تام لممثليه في مجالس النواب والدولة والرئاسي

رغم أن الجنوب الليبي يشكل زاوية مهمة من ليبيا ويملك مساحة واسعة ويستحوذ على إمكانيات وثروات طبيعية كثيرة، إلا أنه لا يزال يعاني منذ سنوات أوضاعا مأساوية في ظل انعدام للخدمات الأساسية، وفوضى أمنية كبيرة، وحدود مستباحة تسربت من خلالها العصابات المسلحة من دول الجوار واستوطنت بعض مناطقه، متخذة منها قاعدة للسطو والنهب، والاعتداء على أهالي الجنوب وابتزازهم.
ورغم أن للجنوب تمثيلا واسعا في مجالس النواب والدولة والرئاسي، مع نصيب وافر من الوزارات في الحكومات المتعاقبة، بالإضافة إلى عدد من وكلاء الوزارات، إلا أنهم لم يتمكنوا من فعل شيء يذكر يخفف من معاناة أهاليهم.
تقصير واضح من الرئاسي
عضو المجلس الأعلى للدولة ورئيس الدائرة السياسية بحزب العدالة والبناء نزار كعوان، اعتبر أن هناك تقصيرا كبيرا جدا من أعضاء الجنوب في الرئاسي، مع غياب المبادرات اللازمة لحل مشاكل الجنوب.
وأسف كعوان، في تصريح للرائد، لغياب مشاكل الجنوب عن طاولة المجلس الرئاسي، وأضاف أنهم في حزب العدالة والبناء لديهم رؤية لحلحلة أزمات الجنوب تشمل تفعيل ديوان لرئاسة الوزراء هناك، والبدء في إجراءات عاجلة لتأمين الحدود، مع ضرورة تعيين آمر للمنطقة العسكرية الجنوبية.
ممثلو الجنوب لديهم الصورة كاملة
وأكد عميد بلدية الجفرة عثمان حسونة، أن السياسيين الذين يمثلون الجنوب لا تنقصهم الفكرة من أرض الواقع عن أوضاع الجنوب.
وأضاف حسونة، في تصريح للرائد، “مهما وصفت حال أهل الجنوب الليبي فلن أستطيع أن أبيّن وأوضح الحال المأساوي الذي يعانونه من نقص شديد في أهم الحاجيات وارتفاع كبير في أسعار المواد، ناهيك عن حال المستشفيات المتردي”.
وطالب حسونة وسائل الإعلام المختلفة والناشطين بتكثيف زياراتهم لمناطق الجنوب، والاطلاع المباشر على أحوال سكانه.
عدم رضا
وأرجع عميد بلدية غات كوماني صالح، سبب تقاعس ممثلي الجنوب في المجالس الثلاث عن تقديم خدماتهم لمناطقهم، إلى عدم رضا أهالي الجنوب عن ممثليهم، بالإضافة إلى التناحر القبلي بين الأخوة المقيمين فيه.
وأضاف كوماني، في تصريح للرائد، أن بعض سكان الجنوب الليبي يمنعون ممثلي مناطقهم من القيام بواجبهم نحوهم؛ لوجود شكوك لديهم في ممثليهم.
مصالح شخصية
وقال ناشط وإعلامي من منطقة الجنوب، فضل عدم ذكر اسمه، أن المصالح تحرك ممثلي الجنوب في مجالس النواب والدولة والرئاسي.
وأوضح للرائد أنه لم يجد أو يلحظ في المنطقة الجنوبية أي تحرك من ممثلي مناطق الجنوب، موضحًا أنهم ربما لم يتمكنوا من فعل أي شيء نتيجة الانقسام السياسي الذي تعاني منه البلاد.
إطلاق برنامج تنموي شامل
وفي بيان صادر عنه، طالب حراك “غضب فزان” بضرورة العمل على إطلاق برنامج شامل يستهدف التنمية المكانية المستدامة، والعمل على توفير السيولة النقدية بانتظام في جميع المصارف بالمنطقة الجنوبية.
ودعا البيان الذي تحصلت الرائد على نسخة منه، سكان ومؤسسات المجتمع المدني والمجالس الاجتماعية في الجنوب، إلى ضرورة التعاقد مع الأطباء في مختلف التخصصات لصالح مستشفيات الجنوب، والعمل على تفعيل جميع المطارات بالمنطقة الجنوبية.
ويظل المواطن في مناطق الجنوب ينتظر الإجابة عن السؤال الذي ما يبرح ذهنه، وهو إلى متى سيظل يئن تحت وطأة الظروف الحياتية الصعبة، وتظل المجالس الثلاثة غائبة عن مشاكله، ويستمر ممثلوه في النأي عن معاناته؟.

أُترك رد

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

Exit mobile version