in

الإعلان عن حكومة فزان في الجنوب .. هل تنجح؟

ما زال المواطن الليبي في الجنوب يعاني حالة معيشية متدهورة، في ظل غياب الأمن، وارتفاع هائل الأسعار، وانهيار تام لشبكة الكهرباء نتج عنه انقطاع للمياه.

وسط هذه الحال المزرية تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا عن إعلان تشكيل حكومة فزان في الجنوب الليبي، التي لا يزال أمرها قيد المناقشة، كما يغلب على طابعها الغموض.

التهميش والإقصاء

رئيس “شبكة الجنوب للمصالحة والوفاق الوطني” السائح أبودربالة قال، إن الغرض من إعلان حكومة فزان هو إنهاء حالة الانقسام والتشتت الذي يعيشه الوطن في ظل حكومتين هما الوفاق والمؤقتة، “فبعد فشل هاتين الحكومتين في حل مشاكل المواطن وتأمين التراب الليبي، نحاول توحيد الحكومتين في حكومة فزان”، حسب قوله.

وأضاف أبودربالة، في تصريح للرائد، “أن إعلان الحكومة جاء نتيجة تهميش الجنوب وإقصائه من الوطن، مضيفًا أن الجنوب عانى كثيرا جراء التهميش، والانفلات الأمني، وانتشار الحرابة بشكل كبير، وكذلك تدخل دول الجوار، وعدم تفعيل الجيش والشرطة، وانقطاع الكهرباء مدة زادت على خمسة أيام، مع انعدام خدمات الإنترنت”.

وأكد أبودربالة أن إعلان حكومة فزان كان بحضور شخصيات من مؤسسات المجتمع المدني بالجنوب، وأعيان ونخب شبابية، وأعضاء من اتحاد طلبة جامعة سبها.

توقيت خاطئ

يرى الصحفي عبد السلام الصوفي، أن الحديث عن تشكيل حكومة فزان جاء في توقيت خاطئ، ولن يزيد المشهد السياسي في ليبيا إلا بلبلة ولغطًا وشقاقًا.

وأضاف الصوفي، في تصريح للرائد، أن الجنوب يحتاج في هذا الوقت إلى الهدوء والحكمة، وقد كان بالإمكان الإعلان عن هذه الحكومة في أوقات سابقة و ظروف أحلك، ولكن هذا لم يحدث، مضيفًا أن توحيد الجنوب على قلب واحد يحتاج إلى جهد كبير.

ورأى الصوفي أن “حكومة فزان الاتحادية” لا تحظى بدعم جدي أو مهم؛ لأن مثل هذا الأمر لابد أن يصدر عن كافة أهل الجنوب ومكوناته، ويحتاج إلى دراسة عميقة قبل ذلك، وليس لمجرد الغضب من تجاهل الحكومات، فلا يخفى على الكثير أن الجنوب ليس في وفاق مع نفسه، ولا يملك المقومات التي تجعل هذه الحكومة تصمد لساعات، حسب رأيه.

وسيلة للضغط

من جانب آخر، أكد الناشط والصحفي صلاح إبراهيم، أن الحديث عن إعلان حكومة فزان يقابله دعم جماهيري، ولا يخلو الأمر من بعض الأصوات الرافضة.

وقال إبراهيم، في تصريح للرائد، إن قيام حكومة في الجنوب هو رد فعل متوقع بعد انقطاع الكهرباء عنه لما يقارب الأسبوع، مع صمت الشركة وعدم إصدارها أي بيان أو تنويه بالخصوص،

وكذلك الحكومات المتعددة، مؤكدًا أن إعلان هذه الحكومة هو وسيلة للضغط على الأجسام السياسية الموجودة على الساحة حتى تلتفت إلى الجنوب.

وأضاف إبراهيم أن كل مناطق ليبيا ومن ضمنها العاصمة، تعاني من التهميش في ظل هذه الظروف السياسية، والجنوب ليس استثناء، ورغم العدد الكبير الذي يمثله من وزراء و نواب إلا أنه لا ينال حقوقه الطبيعية الأساسية.

ويبقى الجنوب يُعاني أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متكررة ومتعددة، وينتظر من الحكومات المتعاقبة أن تأخذ بيده وتكفل العيش الكريم لسكانه.

الجسور الهشّة لعبور الأزمة

بعد تعثر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية عدة مرات ..  البعثة تتدخل